اقتصاديو العرب

العدوان على غزه

العدوان على غزه..النتائج والعبر

العدوان على غزه..النتائج والعبر

نعم نعم نعم، إنه عدوان همجى بربرى وحشي، و ليست حرباً، فالحرب تكون بين جيشين فى ساحة أو ميدان قتال، ولها اهداف محددة مشروعة، وللحرب قواعد وأخلاقيات وقوانين، عرفتها البشرية منذ العصور السحيقة ، وتتغنى بها قوانين الأمم المتحدة، من عدم الإعتداء أو استهداف المدنيين، وعدم تدمير البنية الأساسية المدنية من مستشفيات و مدارس و منازل و محطات كهرباء و مياه. 

الا أن ما نشاهده الآن من إعتداءات الكيان الصهيوني على غزة وسكانها، لا يمت لحرب او حتى شريعة غاب، فالحيوانات نفسها تعرف الرحمة و العدل والمنطق بينها، فما هى الإ اعتداء” لاحيوانى” مقيت، يهدف إلى فناء شعب غزة المدنى الأعزل البرئ، فى ظل صمت وخرس رهيب من الغرب الأوروبي، المتشدق بقيم  الحضارة الأوروبية، من حقوق الإنسان و قيم الديمقراطية والإنسانية والحرية والعدالة، التى تضيع وتصبح مجرد عبارات وشعارات جوفاء أمام الإنبطاح لسيطرة أمريكا، والمصالح المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة، فتسقط أمامها جميع الأقنعة الزائفة، والمبادىء الجوفاء.

ورغم فداحة وفظاعة العدوان على غزة، الذى خلف اكثر من ٢٠ الف شهيد، وأكثر من ٥٠ الف جريح، ودمر الاف المنازل والمبانى، حتى الآن، الإ أن له نتائج إيجابية، يمكن إيجازها فيما يلي: 

أثبت العدوان المقيت الوحشى على غزة، صمود شعبها وقوة إيمانه بالله  وعقيدته وأرضه وأقصاه، وأنه أمام قوة الإيمان بالله والأرض والقضية والعقيدة، تنحدر و تنهزم أعتى الجيوش وأبطش الأسلحة، وتحالف قوى الشر في العالم.

وهذا مؤشر رباني على إقتراب وعد الله الحق، بانتصار الإيمان على الكفر، والحق على الباطل، مهما تعملق و تشيطن وتحالف الشر، ومهما كانت فروق موازين القوى، وتماسك وقوة إيمان شعب غزة، فى هذا الزمان المادى الذى تضعف فيه قوى الايمان والأخلاق، يؤكد خيرية هذه الأمة، وبشرى انتصارها، لتمسكها بالإيمان الذى سينتصر فى نهاية الصراع الأزلى بين الحق والباطل. 

تساقط ورقة التوت والأقنعة عن الغرب الأوروبي، وسقطت معها شعاراته الزائفة بقيم الحضارة الأوروبية من حقوق الإنسان والديمقراطية، والحرية والانسانية والعدالة، فحكومات أوروبا ما بين مؤيد منبطح إنبطاحًاً تاماً للعدوان على غزة، وتأييده بالمال والسلاح والقرارات، مخاطبة لود الولايات المتحدة، وانبطاحاً لها، وتزاوجاً للمصالح معها، ورسماً للدور الذى ارتضته أوروبا، بأن تكون تابعا خاضعا لأمريكا وسياستها، بالباطل او بالحق.  

أكدت هذه الحرب وهذا العدوان الوحشى على غزة، والمستمر بدعم امريكا المباشر، لمدة ٣ شهور، بالمال والسلاح، وقرارات ” الفيتو ” فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ضد أى مشروع قرار لإيقاف هذا العدوان، وجه أمريكا القبيح وموقفها الأيدولوجى والتاريخى الذى أكده ” بايدن ” بمقولته : “لو لم توجد إسرائيل..لأوجدناها. “

هذه المقولة التى تثبت ان أمريكا هى الشيطان الأكبر عبر كل العصور، بسياستها المتسلطة على الدول والشعوب ، إما بالهيمنة العسكرية، أو التبعية الاقتصادية، او غطرسة الأسلحة الفتاكة، وكانت هى من ألقت أول وآخر قنبلة نووية على نجازاكى وهيروشيما، لتؤكد للعالم مصير من يعارضها و أنه، وكما قال بوش الإبن، إما تكون معى، أو تكون ضدى، و معى فى فكر أمريكا هو تحقيق مصلحتها العسكرية والاقتصادية والهيمنة على حسابك، أما ضدى، فليس لك الإ الدمار والحصار والبطش بالاسلحة الفتاكة. 

إن إسرائيل كيان سرطانى خبيث، نجح الغرب والولايات المتحدة الأمريكية فى زرعه واستفحاله وسط العالم العربى والاسلامى، وفى أهم مناطق العالم بالنسبة لهم وهي منطقة الشرق الأوسط، و تقوم أيدولوجية أمريكا والغرب على أن وجود الكيان الصهيوني يعمل على تفريق الدول العربية، واختلاف كلمتهم، تحقيق أهداف أمريكا وأوروبا فى الهيمنة والسيطرة، الاقتصادية والعسكرية، بل والعقائدية، بايجاد و دعم إسرائيل  ضد عدو مشترك لامريكا و اليهود والغرب المسيحى، وهو الاسلام

يجب على الدول العربية والإسلامية، الانتباه التام لهذه العقيدة والأيدولوجية، التى يؤمن بها كل من اليهود و الغرب الأوروبي والأمريكي المسيحى، وإنهم -وللأسف الشديد – ناجحون فيها، بالعمل على تفريق كلمة واجتماع ومصلحة العرب، مما يخدم أغراضهم الاستعمارية والاقتصادية والعقائدية، و أن الصراع بين الكيان الصهيوني وفلسطين، صراع عقائدى قومى وطنى أرضى وجودى، وأن الضمان الوحيد للانتصار هو توحد وإجتماع الدول العربية والإسلامية على موقف واحد و كلمة واحدة، والانتباه إلى مخاطر الفرقة والإنقسام والإختلاف، حتى يتحقق وعد الله للأمة الاسلامية بانتصار الحق على الباطل. وانه يوم قريب.

بقلم الدكتور مدحت العزب

كاتب وطبيب مصري

الدكتور مدحت محمد العزب
الدكتور مدحت محمد العزب

فكرتين عن“العدوان على غزه..النتائج والعبر”

  1. Pingback: أزمة البحر الأحمر وتداعيتها على الاقتصاد العالمي - اقتصاديو العرب

  2. Pingback: مشروع رأس الحكمة - اقتصاديو العرب

التعليقات مغلقة.