اقتصاديو العرب

أزدواجية المعايير

ازدواجية المعايير

ازدواجية المعايير

أي أرواحًا هذه التي تم انتهاكها.

أيعقل أن يكون كل هذا جثامين أموات .. أطفالًا ونساءً وعجائز!

أين العالم من هذا؟

ألم توعدوا الشعوب أن العدل قائم والأمم أمنة وهناك قوانين عادلة؟

أين هي تلك القوانين؟

أتدّعون الآن أنكم لا ترون، ولكن كيف وأنتم مرتكبو المجازر؟ قتلتم آلاف البشر، أشخاصٌ مدنيون غير مذنبين يتعرضون لأبشع الجرائم والجميع يشاهد.

هناك تعاطف ومحاولة من البعض للمساعدة، ولكن لحكام العالم المنافقين مسؤولية زائفة ما زالوا يرددون قول السلام، أي سلامًا هذا؟ وما زالت الأجساد تحت الأنقاض والأطفال قتلوا وشردوا. أي سلام تعنيه بالضبط؟

ماذا تريدون أيضًا؟

العرب خاذلونا، ليس الشعوب بل حكوماتهم التي تدعي المثالية بقولها أنها تبذل جهدها لتحقيق السلام في المنطقة.

يُرددّون هذا على مرأى ومسمع الجميع دون خجل.

في الواقع هم مشاركون في الجرائم تمامًا كالعدو المحتل.

الكذب والنفاق لطالما ادعوتم أنه ليس من عادتكم كما أن الصدق والأمانة والإنسانية في مقدمة اهتماماتكم.. فها هو العالم يشاهد إنسانيتكم وأنتم تهرولون لمساعدة أوكرانيا، فالقتل للأطفال والنساء بدم بارد لا يجوز بأي حال من الأحوال..

ولكن يشاء القدر ويأتي أمرًا مفاجئًا ليظهر ما خلف تلك الأقنعة ليظهر حقيقتكم المخيفة الدامية.

ها قد حان وقت الازودوجية.

تفرقون بين بشرٍ عن بعضهم البعض وكأن نساء وأطفال غزة ليسوا أرواحًا كالتلك في أوكرانيا.

أين قوانينكم التي تنتهك يوميًا؟

أم هذه القوانين لم تشمل جميع البشر؟

أريد إجابة. إن كان إجاباتكم”نعم”، فأين هذا على أرض الواقع.

أعتقد اليوم كل شيء بات واضحًا، مئات بل الآف سفكت أرواحهم بدم بارد، فأين عدلكم وقولكم هذا؟ وإن كان ردكم”لا”، فلماذا تساعدون الطغاة بل تمولهم لمزيد من القتل الجماعي.

كل هذا على مرأى ومسمع العالم!

اسمح لي أن أقول أمراً أدركته تمام الإدراك منذ كنت صغيرًا، عندما ترددون أن “القدس عاصمة إسرائيل”.

فقط اسمح لي أن أخبرك بشيء يتوارى في قلوب ملايين البشر “أنكم مجرد مدعون كاذبين، طغاة”.

إن كنتم رجالاً، فلتجعلوا الأمور واضحة أمام الجميع. على الأقل، لا تكونوا جبناء وكاذبين.. أخبروهم بأنكم قتلة مأجورين ولا تلعبوا أدوار الضحايا. فلا تنسوا أنكم المعتدين.

أخبروهم أيضًا بحقيقتكم الزائفة ومن أنتم.. اخبروهم أنكم لا تفعلون شيئًا سوى مساعدة الآخرين.. فأنتم وحدكم مجرد نكرة، تدركون هذا تمامًا بقدر علمكم أن “القدس عاصمة فلسطين”.

بقلم: سلمى رضا فؤاد