اقتصاديو العرب

مدارس لبنان

للسنة الرابعة … عام دراسي مجهول و انفجار تعليمي

للسنة الرابعة … عام دراسي مجهول و انفجار تعليمي

منذ ثورة لبنان في السابع عشر من تشرين ٢٠١٩ غاب الامان ليحل القلق توالت الأزمات واحدة تلو الأخرى و كان اكبرها ازمة التعليم فاقفلت المدارس ابوابها في لبنان بسبب الثورة المستجدة و لحقها وباء كورونا الذي دق باب لبنان و انتشر بشكل واسع ليسحب ارواحاً من البشر.

عام ٢٠١٩ لم يكن سهلاً على المدارس فهم اذ بدأوا عامهم طبيعيا لينهوه كارثيا و ليت لو هنا انتهت الكارثة، لقد استمرت الأزمة و لا تزال مستمرة حتى اليوم، و صحيح ان عادت المدارس و فتحت ابوابها لكن مع ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء لا بد انه زادت الأقساط بشكل كبير عن السنوات الماضية حيث تتقاضى المدارس الخاصة هذا العام اقساطها بالدولار و كذلك بالليرة اللبنانية و امام هذه الكارثة الكبرى ليس على الاهالي سوى تسديد الأقساط ليتعلم ابناءهم فيما الشهادة اصبحت بلا منفعة في بلد اصبحت المحسوبيات و الواسطات هي من تغلب، و الى جانب الاقساط، الزي المدرسي والقرطاسية من اقلام ودفاتر وكتب وكل هذه الأشياء لا حدود لاسعارها فالكتب لا تقل اسعارها عن المليون ليرة لبنانية واكثر وهناك كتب تغيرت عن السنوات السابقة فاذا كان التبادل هو الحل الوحيد و الأنسب مقابل شراء الكتب منع هذا الحل اليوم بسبب تغيير طبعة بعض الكتب، ومع ارتفاع اسعار الكتب بشكل هائل اين هو ضمير وزارة التربية في هذه المحنة؟

الا تدري هذه الوزارة بأن رواتب اهالي الطلبة لا تكفي لشراء كتب جديدة ؟ لماذا ارادت في هذه العاصفة المدرسية ان تغير بعض الكتب؟ كل هذه الأسئلة تطرح اليوم على ابواب العودة الى المدارس و في اجواء التحضير للعودة و الوزارة لم تجد وقتا الا الأن كي تستعمل قسوتها و تفرضها على الأهالي و الطلاب بدلا من ان تراعي ظروفهم.

اما عن الأقساط فقد وصلت الى الفين دولار اميركي في بعض المدارس ذلك بسبب تعديل رواتب المعلمين و زيادتها لأنه لم يعد يكفيهم ! اضافة الى ذلك لتزويد المدارس بالمستلزمات الهامة ! و بعض المدارس عندما اعلنت عن اقساطها الجديدة اعلنت في الوقت عينه انها قابلة للتعديل فهذا الارتفاع اللا محدود لسعر صرف الدولار دفع المدارس الى زيادة اقساطها وجعل الأهالي ينزفون وجعا و خوفا كل يوم لتأمين الأقساط و تسديدها و جعلهم يعملون كل يوم بلا توقف ولا اجازة كي يجمعوا المبلغ المطلوب ! وحرمهم من الأشياء المهمة في حياتهم ليتعلم ابناءهم ! نعم، نحن في لبنان جهنم لبنان الذي قالوا عنه سويسرا الشرق اين هو اليوم ؟ لبنان الذي كان ينعم بالخير و العافية هربت الصحة منه و حل مكانها الفقر و البطالة ! بالفعل اصبح مصير الطلاب اللبنانيين مجهول في بلد يهتز كل يوم من المصائب و يبكي كل يوم وجعا و اسفا على ابناءه !

على عكس المدارس الخاصة ، المدارس الرسمية التي منذ الأزمة عام ٢٠١٩ لم تفتح ابوابها للطلاب و قال اهالي طلابها ان لم تفتح المدرسة الرسمية سنمنع طلاب المدارس الخاصة من الوصول الى مدارسهم و هنا سيكون الإنفجار التعليمي الأكبر!

فالمدارس الرسمية اقساطها زهيدة و رواتب معلميها لن تكفي للمواصلات اليومية و للمستلزمات الحياتية وكلما طال اقفال المدرسة الرسمية كلما كان ضحيتها طلابها، فهم لم يتعلموا شيئا و يرفعون الى الصفوف الاعلى بلا تعب و لا جهد و ليس هذا بسببهم بل بسبب وزارة التربية المكتوفة الأيدي تجاه وجع الطلاب، يبكون كل يوم و يخافون وينتظرون رسالة لهم تخبرهم عن مصيرهم ! فما اعظم جريمة الأمة التي لم تترك اخضرا او يابسا و لم ترحم قطاعا واحدا، ما اعظم هذه الجريمة التي اطفأت الأمل في قلوب طلاب المدارس و هم في عز عطائهم !

خلاصة القول، انهار القطاع التعليمي في لبنان بسبب انهيار العملة، اصبحت الاقساط غير طبيعية والازمات تمنع العودة الطبيعية و حرب المدارس الرسمية و المدارس الخاصة لن يتوقف سيتزيد اكثر هذا العام ان لم تستأنف الدروس طبيعيا في القطاع الرسمي، و ايضا كلما اقفلت ابوابها كلما قلصت المناهج و هذا ما يدفع الطالب الى تراجع مستواه المدرسي ! وفي بلد اصبح الأمان فيه مفقود و الواسطة تطغي على الشهادة الى متى سيبقى طلابنا يحصلون على شهادات و ترمى في الجوارير و تعلق على الجدران؟ و الى متى ستبقى الوظائف في لبنان يحصل عليها حاملي الواسطة وليس حاملي الشهادة؟ تعود المدارس الشهر المقبل املة بعام امن فيما الآمان اصبح اخر التوقعات.

بقلم: مارفن عجور

1 فكرة عن “للسنة الرابعة … عام دراسي مجهول و انفجار تعليمي”

  1. Pingback: العدوان على غزه..النتائج والعبر - اقتصاديو العرب

التعليقات مغلقة.