اقتصاديو العرب

دراسات الجدوى الاقتصادية

دراسات الجدوى الاقتصادية

دراسات الجدوى الاقتصادية

دراسات الجدوى الاقتصادية عبارة عن مجموعة متكاملة من الدراسات المتخصصة تجري لتحديد مدى صلاحية المشروع الاستثماري من عدة جوانب قانونية وتسويقية وإنتاجية ومالية واقتصادية واجتماعية لتحقيق أهداف محددة والتي تمكن في النهاية من اتخاذ القرار الاستثماري الخاص بإنشاء المشروع، بمعني آخر قبول أو رفض المشروع.

كما أنه عبارة عن استخدام أساليب علمية في جمع البيانات وتحليلها بهدف الوصول إلي نتائج تحدد مدي صلاحية المشروع من النواحي (الفنية، والمالية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية)، بهدف اتخاذ القرار المناسب والسليم في الإستثمار. 

أهمية دراسات جدوى المشاريع

تتمثل دوافع دراسات جدوى المشروعات في التأكد من سلامة القرارات الاستثمارية سواء من وجهة نظر المستثمر الفرد مستهدف الربحية الخاصة أو من وجهة نظر المجتمع مستهدف الربحية الاقتصادية والاجتماعية (العامة).

كذلك لا يوجد اسلوب موحد متفق عليه لمراحل إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية حيث تختلف تلك المراحل من حيث درجة التفصيل والجهد المطلوب في إعدادها وأهميتها تبعاً لاختلاف طبيعة المشروع ذاته وحجمه والمهتمين به والقائمين عليه .

ولكن يمكن القول أنه يوجد إطار عام قد تشترك فيه جميع أو معظم دراسات الجدوى، وهو يمثل المراحل الأساسية التي لا بد أن تمر بها أي دراسة جدوى اقتصادية لأي مشروع استثماري وتتمثل هذه المراحل فيما يلي :-

  • المرحلة الأولى : تحديد أهداف المشروع .
  • المرحلة الثانية : اجراء الدراسة التمهيدية (الدراسة السابقة للجدوى التفصيلية).
  • المرحلة الثالثة : الدراسة التفصيلية للربحية التجارية .
  • المرحلة الرابعة  :  تحليل الربحية القومية للمشروع .

مراحل دراسات الجدوى الاقتصادية

المرحلة الأولى  : أهداف المشروع

أهداف المشروعات العامة

– تحقيق المنفعة العامة هو الهدف الأساسي للمشروع العام سواء تحقق ربح من قيام هذا المشروع أو لم يتحقق، فالمنفعة العامة قد تكون في بيع سلعة أو تقديم خدمة بسعر تكلفتها أو بأقل، ولكن يجب ألا يفهم من ذلك أن المشروعات العامة لا تهتم إطلاقاً بالربح بل يجب ألا يتم ذلك علي حساب تحقيق الأهداف التي أنشئ المشروع العام من أجلها .

-قيام بعض المشروعات الوطنية المرتبطة بالأمن القومي للدولة مثل صناعة الأسلحة والذخائر .

-اعتبارات اقتصادية وطنية كإنشاء الدولة المنتجة للنفط مصافي لتكريره أو أسطولاً بحرياً لنقله، أو إنشاء قاعدة من الصناعات الثقيلة كأساس للتنمية.

-قد تقوم الدولة بإنشاء مشروعات وبيع منتجاتها بأقل من التكلفة لاعتبارات اجتماعية. كما في حالة الخبز والمنسوجات والأدوية….الخ.

-قد يكون الغرض من إنشاء الدولة لمشروعات إنتاجية هو الحصول علي موارد مالية لتمويل نفقاتها بدلاً من اللجوء لفرض رسوم جديدة.

-مشروعات المنافع العامة التي تنتج الخدمات الأساسية والبنية التحتية(مثل النقل والمواصلات، الطرق والجسور والكهرباء…الخ).

مراحل دراسات الجدوى الاقتصادية

أهداف دراسات جدوى المشاريع

من وجهة نظر المجتمع

  • زيادة الدخل القومي وزيادة القيمة المضافة.
  • المساهمة في تحقيق التنمية الإقليمية.
  • المساهمة في تحقيق التنمية القطاعية.
  • المحافظة علي البيئة الطبيعية والاجتماعية وتنميتها.

أهداف المشاريع الخاصة

تفترض النظرية الاقتصادية للمشروع أن تحقيق أقصي ربح يعتبر من الأهداف الرئيسية لأي مشروع، والربح الذي يسعي إلية المشروع هو الفرق بين حصيلة المبيعات وتكاليف الإنتاج، ويندرج في تكاليف الإنتاج بهذا المفهوم كل النفقات التي يتحملها المشروع.

ولكن علي الرغم من أن تحقيق الربح يعتبر ضروري لاستمرار المشروع ونموه إلا أنه لا يعتبر الهدف الوحيد فبجانب تحقيق الأرباح نجد أهداف أخرى كثيرة موضعاً لاهتمام المشروعات الخاصة ومن أهمها :-

– تحقيق أقصي قدر ممكن من المبيعات كوسيلة لحصول المشروع علي شهرة واسعة وثقة كبيرة في الأسواق.

– تحقيق الأهداف الخاصة للمديرين الذين ترتبط مصالحهم برقم الأعمال، حيث يتوقف ما يحصل عليه هؤلاء من مرتبات ومكافئات بطريقة مباشرة بمستوى النشاط وحجم المبيعات وليس بالأرباح.

–  قد يكون الهدف من الإنفاق الاستثماري لمشروع قائم هو حماية النشاط الرئيسي له من خطر توقف الإنتاج.

القائمون بدراسات الجدوى الاقتصادية

يحتاج إعداد دراسات الجدوى مجموعة من الخبرات الفنية المتخصصة (الاقتصاد، المحاسبة، الإحصاء، إدارة الأعمال، بحوث العمليات، الهندسة، الحاسب الآلي، القانون، وغيرهم)، تمتلك مجموعة من الأدوات والأساليب العلمية التي تستخدم في كل مرحلة من مراحل الدراسة وفقا لطبيعة المشروع وحجمه.

وعادة ما يقوم بإعداد دراسات الجدوى:

  • المكاتب الاستشارية وبيوت الخبرة المتخصصة
  • الجمعيات العلمية.
مجالات دراسات الجدوى

مجالات دراسات الجدوى :

  • تجديد مشروع قائم.
  • تطوير مشروع قائم.
  • التوسع في مشروع قائم.
  • تغيير مجال الإنتاج أو النشاط.
  • عمليات الإحلال.
  • حالات الصيانة غير العادية.
  • مشروع استثماري جديد.
  • أخرى (المفاضلة بين البدائل، التطوير التنظيمي، تغيير النشاط).

المرحلة الثانية : التقييم المسبق للمشروع (الدراسة التمهيدية) 

مرحلة تحديد المشروع

تعتبر من أهم مراحل المشروع الاستثماري، وعليها تتوقف إمكانيات الاستمرار في دراسة المشروع مؤقتاً أو نهائياً، حيث تشمل مسح ومراجعة، وتجميع، وتحليل الاستراتيجيات، والسياسات، والبيانات، والمعلومات الاقتصادية، والاجتماعية.

تمر مرحلة تحديد المشروع بعدة خطوات:

  • التعرف علي مصادر الأفكار
  • فرزها
  • ترتيبها
  • دراسة ما قبل الجدوى Prefeasibility study وتنتهي بتقييم دراسة ما قبل الجدوى

في هذه المرحلة يبدأ المشروع كفكرة ثم يتم التعرف علي العناصر الحاكمة لتنفيذ هذه الفكرة – وتنتهي هذه المرحلة بتحديد المشروع ولابد أن تتوفر معلومات عن:

  • لا توجد موانع قانونية، أو فنية، أو تسويقية، أو مالية، أو اجتماعية، أو بيئية، وأن أهداف المشروع لا تتعارض مع أهداف السياسات العامة .
  • التأكد من أن المشروع يقع ضمن أسبقيات القطاع المعني.
  • وجود تصور وتحديد عام للمشروع ، وحجمه الاستثماري والإنتاجي وموقعه .
  • التأكد من أن المشروع يمثل أفضل البدائل المقترحة من النواحي الفنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
  • أن المشروع لدية القدرة على الاستمرارية.
  • تحديد المستفيدين من المشروع بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
  • التفاصيل المتعلقة بالمشروع والمشاكل المتوقعة تم التعرف عليها بصورة مناسبة.
  • رصد الفجوة في المعلومات وتم تحديد مصادر إكمالها.

مرحلة التقييم المبدئي للمشروع

تتمثل أهمية هذه المرحلة في تجهيز المشروع لاتخاذ القرار ، إذ أنها تعالج جدوى المشروع في الإطار الكلي للاقتصاد والمجتمع ، وتختلف أهداف تلك المرحلة وفقاً لمنهج التحليل المتبع . حيث يتم التركيز من المؤسسات على الجانب المالي وعلي مؤشر معدل العائد الداخلي Internal Rate of Return(IRR) ولا تركز علي الجانب الإنمائي وفعالية المشروع ككل وقيمته الاجتماعية وأثره المباشر علي البيئة بأنواعها.

إلا أنه بدأ من فترة قصيرة وضع تلك الاعتبارات في الحسبان عند تقييم المشروعات، ومرحلة التقييم تزيل كل الشكوك والغموض حول المشروع، وتستوفي كل المعلومات والتفاصيل عنه وتبين بصورة وافية جوانب القوة والضعف فيه، وتقر في النهاية إذا كان المشروع يستحق التمويل بثقة، وتناقش كيفية التمويل ومساهمة رأس المال وخدمة الدين، وكفاءة الاسترداد وتتضمن التدفقات النقدية خلال عمر المشروع

مرحلة إعداد المشروع

تعتبر المرحلة الرئيسة في تقرير جدوى المشروع، لاعتمادها علي كافة الدراسات المختلفة والمتخصصة لجوانب المشروع – فنيا – واقتصاديا – وماليا، وعلاقة المشروع بالبيئة المحيطة خارجيا وداخلياً، والعوامل المؤثرة في المشروع وأثر المشروع علي البيئة المحيطة وتحديد المخاطر ومدي قدرته علي مواجهة الظروف غير المواتية كلً حسب طبيعة المشروع. وتتطرق دراسات تلك المرحلة إلي الحياة اليومية للمشروع وإدارته والنتائج المتوقعة وعمره الافتراضي .

وتعتبر مرحلة إعداد المشروع هي المرحلة الحاسمة فيما يتعلق بالبدائل والخيارات.

المرحلة الثالثة : دراسة الجدوى

الدراسات التي تتطلبها جدوى المشروع:

  • الدراسة التسويقية 
  • الدراسة الفنية
  • الدراسة المالية
  • تقدير الربحية

دراسة الجدوى التسويقية

هي مجموعة الأساليب والأسس والتقديرات التي تهدف إلى التعرف على الجوانب المختلفة لسوق المنتج /الخدمة الذي يتجه المشروع لانتاجه بهدف تقدير حجم المبيعات الحالية والمرتقبة، ورسم السياسات التسويقية المناسبة ( التسعير، والترويج، والتوزيع، الخ ….) .

تعتبر دراسة الجدوى التسويقية من أهم الدراسات التي يمكن أن تتم على المشروع إذ عليها يتوقف قرار الاستمرار في الدراسة الفنية والهندسية أو التوقف والبحث عن بدائل أخرى للمشروع .

أهداف دراسة الجدوى التسويقية

  • تقدير حجم الطلب المتوقع على منتجات المشروع ومعدلات نموه وحجم السوق المرتقبة والشريحة (نصيب المشروع ).
  • نمط الأسعار واتجاهاتها.
  • تحديد الفرص التسويقية.
  • تحديد وتخطيط الحملات الإعلانية.

الدراسة الفنية للمشروع

على ضوء الدراسة التسويقية تتحدد معالم الدراسة الفنية للمشروع، والمقصود بالدراسة الفنية كل ما هو مرتبط بإنشاء المشروع وتشييد أقسامه وتجهيز الالات والاجهزة والمعدات والاثاث وغيرها وتحديد احتياجاته من مستلزمات الإنتاج وتقدير التكاليف الاستثمارية وتكاليف التشغيل للسنة القياسية، وبصفة عامة تتناول الدراسة الفنية للمشروع الجوانب التالية:

( أ ) الدراسة الهندسية للمشروع:

  •  دراسة وتحليل موقع المشروع.
  • دراسة العملية الإنتاجية وتحديد المساحات المطلوبة.
  • تحديد احتياجات المشروع من الآلات والمعدات.
  • تحديد احتياجات المشروع من الخامات والمستلزمات.
  • تقدير احتياجات المشروع من الطاقة.
  • تقدير احتياجات المشروع من الأثاث ووسائل النقل.
  • تقدير احتياجات المشروع من العمالة المباشرة والاحتياجات الإشرافية والإدارية وهيكل تنظيمها.

(ب) تقدير تكاليف المشروع:

تركز الدراسة التكاليفية للمشروع على إعداد القوائم المالية التي تمكن من تقدير الاحتياجات المالية، وتتضمن دراسة تكاليف المشروع:

  • تقدير التكاليف الاستثمارية للمشروع.
  • تقدير تكاليف التشغيل لسنة مالية.

وأي مشروع يتطلب المعلومات الفنية التالية لدراسة وتحليل المشروع ومنها :

  • دراسة العملية الإنتاجية وتحديد المساحات المطلوبة.
  • تحديد احتياجات المشروع من الآلات والمعدات.
  • تحديد احتياجات المشروع من الخامات والمستلزمات.
  • تقدير احتياجات المشروع من الطاقة.
  • تقدير احتياجات المشروع من الأثاث ووسائل النقل.
  • تقدير احتياجات المشروع من العمالة المباشرة والاحتياجات الإشرافية والإدارية وهيكل تنظيمها.

بالتالي كل عنصر ذكر اعلاه سوف يكون محور للقياس لتحديد تكاليف المشروع.

دراسة الجدوى المالية للمشـروع

تركز دراسة الجدوى المالية في تحليلاتها على مستوى المشروع كوحدة مستقلة من وجهة نظـر المستثمرين.

تهتم بقياس الآثار المباشرة للمشروع دون أن تمتد لقياس الآثار غير المباشرة والتى تمس جوانب مختلفة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

يتم قياس الجدوى المالية فى صورة تحليل رقمى يعتمد على البيانات التى يتم إعداد معظمهـا خلال المرحلة الأولى للدراسة.

 إذا كانت دراسة الجدوى تنتهي إلى مقاييس موجزة مثل صافى القيمة الحالية ومعدل العائد الداخلي إلا انه لابد من التأكيد على أن هذه مقاييس موجزة ولكن الأهم المهم هو الاعتبار الأساسي لكل العوامل الفنية، والمؤسسية، والمالية، والاقتصادية، والاجتماعية التي تصنع مشروعاً جيداً.

أهداف التحليل المالي

  • قـياس قـدرة المشروع ـ من خلال صافى التدفقات النقدية ـ على اسـترداد الاستثمارات التي سيتحملها، و خلال فترة استرداد مقبولة.
  • قـياس ربـحية الـمشروع وقـدرته على تحـقيق عـائد مقبول.
  • قـياس قـدرة المشروع على الوفاء بالتزاماته تجاه الغير وبـصفة خاصة تجاه مـصادر التمويل الخارجية (بنوك أو إفـراد).

1 فكرة عن “دراسات الجدوى الاقتصادية”

  1. Pingback: جدوى دراسات الجدوى الاقتصادية التي لا تعيها الحكومة - اقتصاديو العرب

التعليقات مغلقة.