اقتصاديو العرب

البطالة

البطالة ودورها في المجتمع العراقي

البطالة ودورها في المجتمع العراقي

عند الحديث عن البطالة المقصود بها عندما لا يستطيع الشخص، الذي يبحث عن فرصة عمل من العثور على عمل مناسب له في مختلف المجالات ، ويمكن وصفها في أغلب الأوقات تستخدم البطالة كمقياس لصحة الاقتصاد.

يعتبر عامل المقياس الأكثر شيوعًا للبطالة، هو معدل البطالة، وهو عدد العاطلين عن العمل الذين لايتوفر لديهم عمل مقسوم على عدد الأشخاص في قوة العمل الذين لديهم فرصة عمل .

ويمكن تعريف البطالة هي عدم إتاحة أو أعطاء فرصة العمل بشكل كافي للأفراد، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض الناتج الاقتصادي .

وتشير معدلات البطالة المرتفعة إلى الضائقة الاقتصادية، لكن معدلات البطالة المنخفضة بشكل كبير تشير إلى اقتصاد محموم ، حيث يمكن تصنيف البطالة على أنها احتكاكية، أو دورية، أو هيكلية، أو مؤسسية.

أنواع البطالة

يوجد هناك ثلاثة أنواع أساسية من البطالة، وهي كالآتي :

١ – البطالة الدورية.
٢ – البطالة الهيكلية.
٣ – البطالة الاحتكاكية.

تحدث البطالة الدورية نتيجة لـ مرحلة الانكماش في دورة الأعمال، وذلك عندما ينخفض الطلب على السلع والخدمات بشكل كبي، حيث يجبر الشركات على تسريح أعداد كبيرة من العمال لخفض التكاليف.

البطالة الدورية تخلق المزيد من البطالة، حيث أن العمال المسرحين لديهم أموال أقل لشراء السلع، والخدمات التي يحتاجون إليها وذلك يقلل من الطلب حيث يمكن وصفها عملية عرض وطلب.

البطالة الاحتكاكية

تحدث البطالة الاحتكاكية عندما يترك العمال وظائفهم القديمة، ولكنهم لم يعثروا على وظائف جديدة، حيث أنه في معظم الأحيان يغادر العمال العمل برغبتهم إما لأنهم بحاجة إلى الانتقال، أو لتوفير ما يكفي من المال للسماح لهم بالبحث عن وظيفة أفضل.

كما أنها تحدث عندما يبحث الطلاب عن الوظيفة الأولى، أو عندما يتم فصل العمال، أو في بعض الحالات تسريح العمال لأسباب تتعلق بالعمل مثل إغلاق المصنع .

تُعد البطالة الاحتكاكية قصيرة الأجل، وهي جزء طبيعي من عملية البحث عن وظيفة، كما أنها مفيدة للاقتصاد، لأنها تسمح للعمال بالانتقال إلى وظائف يمكن أن يكونوا فيها أكثر إنتاجية .

البطالة الهيكلية

توجد البطالة الهيكلية، عندما تحدث تحولات في الاقتصاد تؤدي إلى عدم التوافق بين المهارات التي يمتلكها العمال، والمهارات التي يحتاجها أصحاب العمل .

مثال على ذلك هو استبدال الصناعة لعمال الآلات بـ الروبوتات ، يحتاج العمال الآن إلى تعلم كيفية إدارة الروبوتات التي حلت محلهم، هؤلاء لا يتعلمون يحتاجون إلى إعادة التدريب على وظائف أخرى، أو يواجهون بطالة هيكلية طويل الأجل .

آثار البطالة

عند التطرق حول موضوع الآثار الجانبية لعامل البطالة حيث عندما تكون معدلات البطالة صاعدة وثابتة، يكون هناك آثار سلبية على النمو الاقتصادي على المدى الطويل، حيث أن البطالة تقوم بأستنفاذ الموارد، وتولد كميات هائلة من ضغوط وتشوهات لإعادة التوزيع، وتعمل على زيادة الفقر المحدق، وتحد من تنقل العمالة، كما أنها تعمل على زيادة الاضطرابات الاجتماعية أو الزعزعات ، والصراع ويمكن تقسيم آثار البطالة على النحو التالي :

الأفراد : يعتبر الأشخاص العاطلون عن العمل لا يستطيعون كسب المال للوفاء بالتزاماتهم المالية، حيث يمكن أن تؤدي البطالة إلى التشرد، والمرض، والضغط النفسي، والجريمة، والمخدرات .
المجتمع : نجد أن الاقتصاد الذي ترتفع فيه معدلات البطالة لا يستخدم جميع موارده بكفاءة، وبشكل خاص العمالة، حيث عندما يقبل الأفراد العمل دون مستوى مهاراتهم، يتم تقليل كفاءة الاقتصاد بشكل أكبر، ويفقد العمال المهارات التي تسبب فقدان رأس المال البشري .
وقد يؤدي ارتفاع معدلات البطالة إلى اضطرابات مدنية في بلد ما، وتدمير العديد من المجتمعات سواء على المستوى العامل الاقتصادي ، أو العامل السياسي ، أو العامل الاجتماعي .

معدل البطالة الطبيعية

قد تم تطوير معدل البطالة الطبيعي، والذي يطلق عليه أحيانًا معدل البطالة الهيكلي بواسطة فريدمان وفيلبس في الستينيات، حيث إنه يمثل معدل البطالة الافتراضي الذي يتوافق مع الإنتاج الكلي على مستوى المدى الطويل .

حيث اقترحت السيدة النائب أمل عطية الناصري (أم وهب) عضو لجنة الأقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي أفكار عديدة لحل مشكلة البطالة حيث طرحت العديد من الأفكار التي من الممكن أن تعمل على حل مشكلة البطالة، أو للحد من البطالة وتقليصها في جمهورية العراق ، ومن ضمن هذه الأفكار الآتي :

التغيير في عامل التقنية الصناعية : يجب أن تتناسب وتتلائم تقنية الإنتاج مع احتياجات ووسائل الدولة، حيث أنه من الضروري تشجيع عامل التكنولوجيا كثيفة العمالة، بدلاً من التكنولوجيا كثيفة رأس المال .
التغيير في نظام التعليم العام والمهني : حيث يجب تغيير النمط التعليمي، ويجب قبول الطلاب الذين يفضلون الدراسات العليا في الكليات والجامعات، حيث يجب التركيز على التعليم المهني، ويجب أن يبدأ المهندسون المؤهلون بوحداتهم الصغيرة الخاصة.
توسيع تبادلات التوظيف والتشغيل : يجب أن يتم فتح المزيد من بورصات التوظيف والتشغيل، ويجب إعطاء المعلومات المتعلقة بفرص العمل للناس والأفراد المجتمع .

زيادة الإنتاج الكلي : لكي نقوم بزيادة العمالة لابد من زيادة الإنتاج في قطاعي الزراعة والصناعة والتجارة، حيث يجب تشجيع تطوير الصناعات الصغيرة، المنزلية والحرف.
إعطاء اهتمام أكبر لبرامج التوظيف والتشغيل : يجب إعطاء أهمية أكبر للتوظيف والتشغيل ، حيث يمكن لبرامج مثل الري ، والطرق ، والسيطرة على الفيضانات ، والطاقة ، والزراعة ، وكهرباء الريف أن توفر فرص عمل أفضل للناس والأفراد المجتمع .

العمل على ارتفاع معدل تكوين رأس المال : يجب تسريع معدل تكوين رأس المال في الدولة ، حيث يجب تشجيع تكوين رأس المال بشكل خاص في مثل هذه الأنشطة التي تولد فرص عمل أكبر ، ويجب أن تظل نسبة إنتاج رأس المال منخفضة .

طرق حل مشكلة البطالة في المجتمعات

وكذالك أقتراح السيدة النائب أمل عطية الناصري (أم وهب) عضو لجنة الأقتصاد والاستثمار من خلال ندوه حوارية أقيمت في ذي قار بتاريخ 3/7/2023 حول كيفية حلحلة موضوع معالجة عامل البطالة حيث أقترحت ألية حل موضوع عامل البطالة إذا تم التخطيط لها بشكل سليم من قبل الأمة منذ البداية، حيث أنه يوجد هناك كثير من أسباب البطالة في جمهورية العراق ، يوجد عدد من الطرق التي من خلالها يمكن حل معدل البطالة الطبيعي ومن ضمن تلك الطرق الآتي :

١ – ضمان الاستقرار السياسي في الدولة .
٢ – تعزيز المعايير التعليمية في المجتمع ذلك بدوره يعمل على علاج البطالة في المجتمع .
٣ – السيطرة على النمو السكاني في الأمة آلية تحديد النسل .
٣ – إطلاق برامج التمكين الجديدة .
٤ – تخفيض سن التقاعد العامة .
٥ – تشجيع العمل الحر وريادة الأعمال .
٦ – ضمان الوصول إلى التعليم الأساسي .
٧ – تجنب الاستثمار في البرامج غير المناسبة التي تهدر أموال الدولة .
٧ – تجنب الإفراط في تنظيم الصناعات .

ووصولاً ألئ خاتمة موضوعنا التي تحدثنا عن الآثار وطرق معالجتها لابد أن تكون هنالك برامج حكومية واقعية لمعالجة هذه الازمة كما اكدتها عضو لجنة الاقتصاد والأستثمار النائب أمل عطية المشرفاوي (أم وهب).

بقلم: محمد شريف شناوه العبودي

1 فكرة عن “البطالة ودورها في المجتمع العراقي”

  1. Pingback: مستقبل العمالة في ظل توظيف الذكاء الاصطناعي - اقتصاديو العرب

التعليقات مغلقة.