اقتصاديو العرب

المرأة

بين الرجل والمرأة تفاوتا تحول الى تطابقا

بين الرجل والمرأة تفاوتا تحول الى تطابقا

عاش الإنسان منذ الزمن القديم على مقولة ” المرأة ينحصر عملها في المنزل اما الرجل فيعمل و يتعلم و ينال شهاداته من اجل بناء العائلة ” أترون ان تلك المقولة مقنعة؟ هناك من يراها صحيحة و هناك من يراها خاطئة لكن في مجتمع لا يزال على فطرته الأولى مهما تنوعت الآراء ليس على الإنسان سوى الإلتزام بتلك المقولة و تطبيقها.

قديماً، كان على الفتاة حظر التجول و كان ممنوع عليها التعلم و العمل بل كانت تتزوج فقط و تنجب اولادا و تهتم بالمنزل و تبقى في البيت طوال حياتها وهناك فتيات كان يرضين بتلك الواقع بينما فتيات اخريات كان يعارضن ذلك لأن ” امالهم مهمة اكثر من زواجهم “.

كان معنى التربية مفهوم بشكل خاطئ تربية الأطفال ليس فقط في اطعامهم و الإهتمام بهم بل ايضا في نقل صورة نظيفة و جميلة عن المجتمع والحياة.

في القديم كانت الفتاة نهيضة الجناح و مضعوفة الجانب هذا ما أثر سلبيا على استمراريتها و تحطيمها و هي في عز عطائها على عكس الرجل الذي كان يعتبر كل شيء دوما و لا دور للمرأة في التعبير عن رأيها تلك التفاوت شهدناه في اكثر من عصر و اكثر من عقد.

مر وقت طويل فتطورت المجتمعات و ادخلت تقنيات جديدة و اعلن عن قوانين جديدة ، بدأ التطور من الأشياء الأقل اهمية الى الأشياء الأكثر اهمية الى ان وصلنا لحق المرأة في التعلم و العمل و التعبير عن رأيها و توصيل صوتها فأصبح لها مساحة حرة في كل شيء، تعلمت و اجتهدت و ثابرت و كافحت و نالت شهادات، سعت فحققت، سهرت الليالي في طلبها العلى و نالته، في المدرسة تعلمت و وصلت الى الجامعة و هناك تعلمت الاختصاص التي تحبه و تريده و ابدعت به و كانت المرأة من الطلاب الاوائل في الجامعة و في المدرسة و بعد حظرها من التجول و الإلتزام ببقائها في المنزل.

وبعد تطوير المجتمع تعلمت المرأة قيادة السيارة واصبح لها حق التجول والذهاب للمكان التي تريده، تعرفت المرأة الى اماكن جديدة، تعرفت الى الحياة التي كانت محرومة منها، تعرفت الى الألوان الفاتحة ” الوان الحياة ” بعد ان ضجت حياتها سابقا بتلك الألوان الغامقة التي تبعث الخوف والحزن والتوتر والموت.

تعرفت الى المطاعم و الأماكن السياحية و الملاهي و صالات السينيما، عاشت الحياة التي تريدها، طورت نفسها وثقافتها اصبحت بلا حدود، شوهدت في المؤتمرات السياسية والثقافية والإجتماعية، شوهدت كشخصية سياسية وزيرة ام رئيسة ام نائبة، نظمت نشاطات في جميع المجالات، انشأت جمعيات تدعم فيها قضايا انسانية منها جمعيات للفقراء و للمسنين و للأيتام ، هي المرأة تتكلم فتنفذ، ولم تكن يوما اعمالها مجرد اقوالا بل افعالا.

عملت في شهادتها بلا ان تعتاز احدا، دعمت نفسها بنفسها و كافحت من اجل الوصول الى احلامها، وجدت المرأة في مصالح كان تلك المجتمع المفعم بالجهل يقول عنها مصالح للرجال لكن المرأة بقوتها وصلت الى تلك المصالح و تعلمتها و احترفتها، منها مصلحة الميكانيك و تصليح السيارات و غيرها ايضا، اصبح وجود المرأة مهما في المجتمع لأنها تلعب دورا ايجابيا في تطوير المجتمعات و تقدمها، و في تربية اطفالها و تشجيعهم على الكفاح من اجل الوصول.

هي ” المرأة ” التي شجعت الفتيات من بعدها على التعلم و الإجتهاد و المثابرة كي يحققوا امانيهم فليس للمرأة سلاحا سوى علمها و شهادتها، وصلت رسالة لهم ان لا يفقدوا الأمل كي يصلوا الى اماكن ممتازة و يبنوا مستفبلهم بلا طلب من احد، هي ” المرأة ” كل مرأة من الزمن القديم التي عاشت طفولة معذبة و مراهقة متعبة و لا تريد ان يعيشها الفتيات الأخريات اللواتي على خطوة قريبة من البدء ببناء مستقلبلهم، هي المرأة التي بنيت مسارحا و محالا و مجمعات، يقولون ان المرأة ليست قادرة على فعل شيء، نقول ان المرأة باستطاعتها فعل كل شيء.

المرأة كالرجل و الرجل كالمرأة وبافتراض ان المرأة و الرجل في علاقة زواج و توفي احدا منهما فالآخر سيلعب دور الرجل و المرأة تجاه اولاده اي دور الأب و الأم لذلك فهذه نقطة مهمة كي يكون دور المرأة و الرجل متطابق دوما و على الإثنين التعلم و العمل و بناء مستقبل و معرفة كل الأمور الحياتية العامة و الخاصة كي لا يبنوا حياتا ضائعة لأولادهم !

خلاصة القول ، تطور المجتمع لأن المرأة طموحة و ليست كسولة، المرأة شجاعة و لا تختبىء وراء جدار الخوف، المرأة مكافحة و لا تستسلم ، المرأة كالصخرة لا تهتز و لا تقع، هي كنز كبير من الصعب خسارته، نظرة المجتمع السلبية للمرأة لا تزال حتى اليوم و ستبقى الى الأبد لكن صلابة المرأة اقوى من تلك النظرة البشعة ، فهي من ستبني المجتمع و هي من ستثابر هدفا منها بترميم حائط الحياة، و على النساء دعم بعضهم البعض و ألا يقفن في المواجهات متفككات بل متضامنات و لأن المرأة مثل العشب الناعم ينحني امام النسيم و لا ينكسر امام العاصفة ستبقى المرأة تواجه كل مكروه و ستبقى كالرجل و سيبقى تلك التطابق بينهما متواجدا لأن المرأة قادرة و جدواها للعمل لا يتوقف !

بقلم: مارفن عجور

ندعوكم لزيارة موقع Econommerce لتصفح افضل المنتجات في محتلف المجالات