اقتصاديو العرب

كن رئيس نفسك

كن رئيس نفسك

كن رئيس نفسك

لطالما كان هدفًا لمعظمنا الحصولُ على وظيفة ثابتة ودائمة نضمن ونؤمّن بها دخلًا شهريًا ولقمة عيشٍ هنية، وهذا بالفعل نجاح وفائدة كبيرة يحصل عليها الشخص ويكتسب الخبرات العملية ويُكوّن شبكة علاقات اجتماعية تُضيف وتساعده في مجال عمله وتخصصه..

لكن وماذا بعد؟

في الوظيفة جميعنا يدرك أنه يعمل لدى الغير وله مرؤوسه ومن يرأسه وهنا لا تكون معظم القرارات التي يتخذها ويصدرها من قناعاته أو طريقة تفكيره وإدارته للعمل أو المنصب الموكل به.

وهنا يأتي السؤال.. متى تبدأ في عملية إنتاجك العمري؟ ومتى تصبح رئيس نفسك؟

لابدّ للطرح هنا أن يكون منطقيًا وليس ورديًا، فالعمل الخاص مغامرة والتحدي كبير والمنافسة التي يواجهها أصحاب الأعمال الخاصة قوية وكثيرة.

في بيئة أعمال تنافسية ومتزايدة يوميًا، البعض يبحث عن التميز، والآخر عن الابتكار والعديد يحاول تكرار تجربة عمل أو مشروع ناجح، وليس بالضرورة أن ينجح مشروع بعينه ويفشل الآخر ولكن ما نريد تسليط الضوء عليه هو ضرورة البدء بالتفكير في صنع عملك الخاص وخروجك من منطقة الراحة ودائرة الوظيفة الشهرية.

بدْء عملك الخاص يوفر مجموعة من الفرص المشوقة والتي قد لا تكون مخططة وتأتي مع تتابع العمل والأفكار، وهذا يتيح لك نافذة الإبداع وتقديم مشاريع مبتكرة وجديدة إلى السوق، ولا ننسى أنّ ذلك يوفر لك فرصة العمل في صناعة أو مشروع تحبه.

ولمَ لا ينمو عملك ويصبح أكثر نجاحًا ويجعلك تتوسع وتكتشف أسواقًا جديدة على الصعيدَين المحلي والدولي؟.

مشروعك الخاص يجب أن يكون مبنيًا على عوامل نجاح وهي كثيرة وتختلف من مشروع وسوق لآخر، ولكن الأهم أن ينبع المشروع من عقلك الباطني والفكري والمنطقي، أي أن يكون في مجال تحبه لتتمكن من الاستمتاع بجميع مراحله وتفاصيله وفي تخصص يحاكي شغفك العملي والتخصصي، وهذا يساعد في ضمان استمراريَّة المشروع والصبر عليه والإصرار على نجاحه، والعقل والمنطق في احتياج السوق وحاجة المستهلك الأساسية والترفيهية والرفاهية والحصة السوقيَّة التي يشغلها مشروعك وأيضًا شبكة علاقاتك التي تفيد في كل مراحل بناء وبقاء المشروع من تأسيس إلى تسويق وبيع، وصولًا إلى التوسع والتطوير.

امتلاك عملك الخاص يبني لك إرثًا ويترك أثرًا عليك وعلى جميع من حولك ومن يعملون معك ويخلق فرصَ عمل، وأنت أيضًا تساعد في تطوير مجال الأعمال وتساهم في الاقتصاد.

في الختام، لا توجد فكرة فاشلة ولا نجاح طريقُه سهل.. فقط علينا التفكير والسير مع النهج الصحيح والتخطيط والتصميم وتحديد أولويات المهام والاستفادة من خبرات الآخرين والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة لنتمكَّن من تحويل الفكرة إلى إنتاج خاص والتحديات إلى فرص للنمو والنجاح.

بقلم: محمد أحمد بكري – خبير تسويق