مخاطر الائتمان

مخاطر الائتمان تعتبر من جوهر العمل المالي والمصرفي ولا يمكن أن تنفك عنه، وهي تكون ناتجة في الأغلب من العلاقة التعاقدية التي تحدث على أساس العلاقة بين الدائن والمدين، أو ما يعرف بمنح الائتمان على اختلاف طبيعيته وأشكاله.

تكون مخاطر الائتمان في صورة مخاطر تسوية أو مدفوعات تنشأ عندما يكون هناك التزام على أحد أفراد الصفقة أن يدفع نقوداً أو يسلم اصولاً قبل أن يستلم ما يقابلها من أصول أو نقود، مما يعرضه لخسائر محتملة.

تعريف مخاطر الائتمان

تنشأ مخاطر الائتمان بسبب لجوء المنشأة الى تقديم القروض أو الائتمان الى الأفراد والقطاعات الاقتصادية المختلفة مع عدم مقدرتها على استرجاع حقوقها سواء كانت قرضاً أو غيره.

ويكون السبب في ذلك ناتج عن عدم قدرة المقترض على الوفاء برد أصل القرض وفوائده في تاريخ الاستحقاق المحدد، أو أن له القدرة المالية على السداد ولا يرغب في ذلك لسبب أو لآخر.

وبالتالي فان المخاطر الائتمانية تتمثل في الخسائر التي يمكن أن تتحملها المنشاة بسبب عدم قدرة الطرف الآخر أو عدم وجود النية للسداد، أي أنه يتعلق باحتمالية عدم سداد أحد التدفقات النقدية الموعود بها.

ويعتمد تأثير مخاطر الائتمان على عاملين رئيسين:

• قيمة التدفقات النقدية التي ينتظر الحصول عليها.
• احتمالية اتمام المعاملة من قبل الطرف الآخر.

كذلك تنطبق مخاطر الائتمان ليس على القروض فقط، بل تشمل أيضاً سائر الأصول الأخرى التي تدخل ضمن الميزانية العمومية أو خارجها كالضمانات والاعتمادات المستندية والمشتقات المالية.

سبب مخاطر الائتمان

المخاطر الائتمانية يمكن أن تنشأ عن خلل في العملية الائتمانية بعد انجاز عقدها، سواء كان في المبلغ الائتماني والذي يشمل القرض والفوائد، أو في توقيت السداد.

المخاطر الائتمانية اذن هي خسائر محتملة يتضرر من جرائها المقرِض ولا يواجهها المُقترض ولذلك فهي تصيب كل شخص يمنح قرضاً سواء كان بنكاً، أو مؤسسة مالية، أو منشأة أعمال تبيع لآجل.

وبذلك فان السبب الرئيسي وراء المخاطر الائتمانية هو المُقترض بسبب عدم قدرته أو عدم التزامه أو عدم قيامه برد أصل القرض وفوائده.

أنواع مخاطر الائتمان

المخاطر السيادية: هي مخاطر مرتبطة بعدم رغبة أو قدرة الحكومة أو البنك المركزي على الوفاء بالتزاماته التعاقدية.

مخاطر التركز: هي المخاطر التاتجة عن تركز المعاملات لدى شخص أو مجموعة من الأشخاص المرتبطين اقتصادياً أو لدى حكومة أو منطقة جغرافية أو قطاع اقتصادي معين.

مخاطر التسوية: هي المخاطر الناتجة عن عدم تسوية الصفقة وفقاً للشروط المتفق عليها.

مخاطر الطرف المقابل: هي مخاطر الائتمان الناتجة عن مركز في أداة متاجرة (تداول). على سبيل المثال يشمل ذلك الحالة التي لا يفي فيها الطرف المقابل بالتزامه الناتج عن خيار في وضع ربح في وقت استحقاقه.

التحديات التي تواجه عملية ادارة مخاطر الائتمان

إدارة مخاطر الائتمان من التحديات الرئيسية التي تواجه المؤسسات المالية، ومن هذه التحديات:

تعقيد الأنظمة المالية
يزداد تعقيد الأنظمة المالية باستمرار، وتتطلب إدارة مخاطر الائتمان معرفه كامله بالأنظمة المالية ومتابعة التطورات المستمرة فيها.

تغير سلوك المستهلكين
يتغير سلوك المستهلكين باستمرار، ويستوجب ذلك على المؤسسات المالية أن تستجيب للتغيرات وتحديث عملياتها وأساليبها لخدمه عملائها.

زيادة عدد العملاء
يزداد عملاء المؤسسات المالية بشكل مستمر، وبالتالي يزداد حجم المخاطر المحتملة التي ممكن أن تواجه المؤسسة المالية، ويجب عليها تحديد وإدارة هذه المخاطر بشكل فعال.

الحفاظ على معدلات الديون
يجب على المؤسسات المالية الحفاظ على معدلات الديون بشكل مستمر وتقليل المديونيات المتعثرة، وهذا يتطلب إدارة مخاطر الائتمان بشكل فعال وتحديد المخاطر المحتملة بدقة.

الأمان والتكنولوجيا
يجب على المؤسسات المالية الاستثمار في التكنولوجيا والأمان لحماية بيانات العملاء وتوفير بيئة آمنة للتعامل المالي، وهذا يعني ان مراقبة للأنظمة والتقنيات المستخدمة في إدارة مخاطر الائتمان اصبح شي اساسي.

الضغط التنظيمي
يجب على المؤسسات المالية اتباع للقوانين واللوائح المالية والائتمانية، مما ييتطلب جهود كبيرة في إدارة مخاطر الائتمان وتوثيق الإجراءات والعمليات المالية.

بشكل عام، تتطلب إدارة مخاطر الائتمان متابعة دائمة وتحديث مستمر للأساليب والإجراءات التي يتم استخدامها، وتحديد المخاطر المحتملة بدقة واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها .

للتعرف على مفهوم ادارة المخاطر يرجى مشاهدة الفيديو للتعرف باختصار على ما المقصود بادارة المخاطر.