موقع اقتصادي
موقع اقتصادي

المسوحات الاجتماعية والاقتصادية في موريتانيا

تُعد المسوحات الاجتماعية والاقتصادية أداةً أساسيةً لدعم عمليات التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات المبنية على بيانات دقيقة، إذ تسهم هذه المسوحات في توفير رؤية شاملة حول الظروف المعيشية، ومستويات الدخل، والبنية التحتية، والخدمات الأساسية، مما يمكن صانعي السياسات من تصميم برامج تنموية فعالة.

في هذا المقال سنستعرض مفهوم المسوحات الاجتماعية والاقتصادية وأهميتها، مع التطرق الى الدراسة الاستكشافية التي تم اعدادها من قبل الباحث الاقتصادي سيدأحمد ولد عبد القادر على مدينة روصو في موريتانيا وأبرز نتائجها.

المسوحات الاجتماعية والاقتصادية هي دراسات بحثية منهجية تُجرى لجمع وتحليل البيانات حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لفئات معينة من السكان.

الهدف من اجراء هذه المسوحات هو توفير معلومات دقيقة وموثوقة تساعد في فهم التغيرات والاتجاهات السائدة في المجتمع والاقتصاد، مما يمكن صناع القرار والباحثين من اتخاذ قرارات مستنيرة ووضع سياسات تنموية فعالة.

  • تركز على دراسة الظواهر الاجتماعية مثل الفقر، البطالة، الصحة، التعليم، والهجرة.
  • تشمل مسوحات الدخل والإنفاق، الظروف المعيشية، والعمالة والبطالة.
  • تهتم بجمع البيانات حول الأنشطة الاقتصادية مثل الإنتاج، الاستهلاك، الاستثمار، والتجارة.
  • تشمل مسوحات القوى العاملة، المؤسسات الاقتصادية، والأسعار والتضخم.
  • توفر بيانات دقيقة لدعم التخطيط الاقتصادي والاجتماعي.
  • تساعد في تقييم تأثير السياسات الحكومية والبرامج التنموية.
  • تتيح قياس الفجوات التنموية بين المناطق المختلفة.
  • توفر معلومات ضرورية للقطاع الخاص لتوجيه استثماراته بفعالية.

تُجرى هذه المسوحات عادةً بواسطة الجهات الحكومية مثل مراكز الإحصاء الوطنية، أو منظمات دولية مثل البنك الدولي والأمم المتحدة، وأحيانًا من قبل مؤسسات بحثية مستقلة.

موريتانيا، المعروفة رسميًا باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية، هي دولة تقع في شمال غرب إفريقيا، تحدها الجزائر والمغرب ومالي والسنغال والمحيط الأطلسي.

تتميز بمساحتها الشاسعة التي تغطيها الصحراء الكبرى، مما يجعلها واحدة من أقل الدول كثافة سكانية في العالم، وتتمتع موريتانيا بتنوع ثقافي يعكس مزيجًا من التأثيرات العربية والأمازيغية والإفريقية، حيث يشكل الإسلام والثقافة البدوية عنصرين أساسيين في الهوية الوطنية.

تُعرف العاصمة نواكشوط بكونها المركز السياسي والاقتصادي للبلاد، وهي واحدة من أسرع العواصم نموًا في المنطقة.

على الرغم من الموارد الطبيعية الغنية، مثل الحديد والذهب والأسماك، لا تزال موريتانيا تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة، إذ تعاني البلاد من مستويات عالية من الفقر والبطالة، حيث يعتمد جزء كبير من السكان على الزراعة التقليدية والرعي كمصدر رئيسي للعيش.

كما تشكل اللا مساواة الاجتماعية والبطالة بين الشباب عوائق أمام التنمية المستدامة، ومع ذلك، تعمل الحكومة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية لتعزيز النمو، من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتحفيز قطاع التعدين، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية، مما يساهم في تحسين الظروف المعيشية تدريجيًا.

تقع مدينة روصو في جنوب موريتانيا، على بعد 203 كيلومترًا من العاصمة نواكشوط، وهي عاصمة ولاية الترارزة. تلعب المدينة دورًا محوريًا في الاقتصاد الموريتاني بفضل موقعها الحدودي مع السنغال.

تعد روصو مركزًا زراعيًا وتجاريًا حيويًا، حيث تعتمد على الزراعة والصيد كنشاطين رئيسيين. ورغم ذلك، تواجه تحديات في توفير الخدمات الأساسية وتحسين الظروف المعيشية للسكان.

تهدف هذه الدراسة إلى تقديم تحليل دقيق للخصائص الديموغرافية والاقتصادية لسكان مدينة روصو، بالاعتماد على بيانات ميدانية تم جمعها بواسطة فرق بحثية متخصصة، إلى جانب مراجعة التقارير الصادرة عن الوكالة الوطنية للإحصاء وبلدية روصو.

اعتمدت الدراسة على أسلوب العينة العشوائية الطبقية، حيث تم مسح 1500 أسرة موزعة على مختلف أحياء المدينة. تم استخدام استبيان هيكلي لجمع البيانات.

تمت معالجة البيانات باستخدام برامج إحصائية مثل Microsoft Excel، حيث تم حساب المتوسطات، التوزيعات، ونسب الدخل والإنفاق لكل فئة.

التركيبة السكانية شابة، ما يعزز إمكانيات التنمية الاقتصادية، ولكنه يفرض تحديات تتعلق بتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية.

أظهرت النتائج أن الاقتصاد المحلي يعتمد بشكل أساسي على القطاعات غير الرسمية مثل الزراعة والتجارة، في حين أن التوظيف في القطاعات الرسمية محدود وأن الوظائف الحكومية نسبة صغيرة من سوق العمل المحلي.

تشير البيانات إلى أن 80% من المنازل مزودة بالكهرباء و70% بالمياه، إلا أن هناك حاجة إلى تحسين هذه الخدمات.

تتركز النفقات الأسرية على الغذاء (30-50%)، يليها السكن والمواصلات. يوضح ذلك اعتماد الأسر على الأولويات الأساسية على حساب التعليم والصحة.

 أظهرت النتائج أن بلدية مدينة روصو وبالرغم من شراكاتها المتعددة مع العديد الهيئات التنموية العالمية لا تزال عاجزة عن خلق سياسات تساهم في رفع المستوى المعيشي لسكان مدينة روصو.

تشمل التحديات الأساسية محدودية الدخل، نقص الخدمات الصحية، وضعف البنية التحتية.

  • تحسين الخدمات الصحية والتعليمية
  • تطوير البنية التحتية لزيادة معدلات الوصول إلى الكهرباء والمياه
  • دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لخلق فرص عمل جديدة

الدراسة من إعداد: الباحث الاقتصادي سيدي أحمد ولد عبد القادر

خريج قسم الاقتصاد والتجارة الدولية – جامعة شاندونغ بالصين

يمكن الاطلاع على الدراسة الاستكشافية للمسح الاجتماعي والاقتصادي لمدينة روصو في موريتانيا من خلال هذا الرابط

أضف تعليق

الأكثر رواجًا