اقتصاديو العرب

الضيوف الأعزاء.... والأمن القومي

الضيوف الأعزاء…. والأمن القومي

الضيوف الأعزاء…. والأمن القومي

إنطلاقا من عمق مصر التاريخي تجاه ما تمر به المنطقة العربية والأفريقية من ازمات داخلية تعصف بالامن الداخلي الامر الذي قد يؤدي الي تصدير الخلل الأمني إلى الدول المجاورة .

وامتدادا إلى عمق مصري الإفريقي تجاه ما يمر به السودان في الوقت الراهن من نزاع مسلح بين الجيش وميليشيا الدعم السريع الذي ينذر بكارثة إنسانية جديدة ليس فقط للسكان المحليين الذين يتجاوز عددهم 46 مليون نسمة، وإنما يمتد ليطال أكثر من 1.1 مليون لاجئ يتمركز معظمهم في محافظتي الخرطوم والنيل الأبيض.

ويعد تعليق الأمم المتحدة عدد من البرامج الإنسانية في السودان تجاوز عددها 250 برنامجًا بسبب القتال وانعدام الأمن. الامر الذي يعد مؤشر رئيسي على أن الأوضاع في طريقها نحو مزيد من التعقيد، ويعد أيضا ضغوطً على المستفيدين من تلك البرامج ودافعًا لهم للنزوح خارج بؤرة الصراع، سواء إلى ولايات سودانية أكثر أمانًا أو إلى حدود دول الجوار.

وعلي الجانب الآخر يحظى القتال الدائر في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باهتمام اقليمي ودولي منذ اندلاعه في الخامس عشر من أبريل، لا سيما وأنه يهدد أمن واستقرار المنطقة. ويظهر في الأفق أن مصر تأخذ علي عاتقها تبعات وتداعيات هذا القتال الداخلي.

حيث أن لمصر مصلحة طويلة الأمد في استقرار السودان، بالنظر إلى الحدود المشتركة بين البلدين والأهمية الاستراتيجية لنهر النيل.
إنطلقت مصر بدورها الريادي بنشاط مكثف في الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ومخاطبة الطرفين لإحتواء الأزمة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والجلوس علي طاولة المفاوضات، ويعد الدافع الأساسي لمصر هو منع اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في السودان، مما قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين ويؤثر سلبًا على الأمن المائي لمصر.

وإذا ما طال أمد الاشتباكات في السودان واتسع نطاقها فإن ذلك سيؤثر أيضا على الشراكة التجارية بين البلدين خاصة وأن جزءا مقدرا من صادرات السودان الزراعية والحيوانية تصل إلى الأسواق المصرية ومنها ما يعاد تصديره إلى دول أخرى في ظل العقوبات المفروضة على السودان.

ويأتي تدارك الامر من قبل القيادة السياسية في مصر بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتأكيده أن الامن القومي لمصر خطا أحمر تم تشيكل غرفة عمليات بقيادته مكونةمن وزارات الدفاع والأمن والهجرة والخارجيه .

ويعد عدم الاستقرار السياسي في السودان كونه له آثار اقتصادية وسياسية غير إيجابية على مصر، ففي حالة حدوث أزمات وإقتتال داخلي في السودان فإنه سيترتب على ذلك حدوث نزوح جماعي للاجئين الفارين من الحرب تجاه دول الجوار، ومن بينها مصر.

ونحن نعلم أن هؤلاء اللاجئين قد يشكلون عبئا على مصر سواء في النواحي الاقتصادية، أو حتى الأمنية وكذا قد يؤثر على إمكانية زيادة حصة مصر من مياه النيل مستقبلا، فمصر تشهد حاليا حالة من الندرة المائية أدى إليها تزايد عدد السكان مع ثبات كمية المياه الواردة إلى مصر منذ اتفاقية 1959.

وفي النهاية نؤكد إن السودان يعد بوابة العبور المصرية تجاه القارة الأفريقية، خاصة دول حوض النيل.
أي أن المساس بالاستقرار في السودان هو مساس بالأمن القومي المصري، ومن ثم فإن مصر ترغب دائما في البقاء على استقرار السودان ومنع تفتيته وتجزئته إلى أقاليم فرعية، كما ترحب مصر قيادة وشعبا بالضيوف الاعزاء في بلدهم الثاني مصر ….

بقلم: محمد ناجح