اقتصاديو العرب

حي بن يقظان 2

قصة حي بن يقظان عند ابن سينا والسهروردي وابن طفيل (الجزء الثاني)

في الجزء الأول من قصة حي بن يقظان، ذكرنا كيف أن كل من  ابن سينا والسهروردي وابن طفيل كتبوا وبشكل فلسفي عن حي بن يقظان، وفي هذا الجزء سنستكمل ما وصل اليه ابن طفيل في قصته عنه.

اقرأ أيضاً: قصة حي بن يقظان عند ابن سينا والسهروردي وابن طفيل (الجزء الأول)

مضمون قصة حي بن يقظان

ولد (حي) بطل القصة من زيجة تمت بين يقظان، قريب الملك، وأخت ذلك الملك اللذان تزوجا سراً، وبعد أن وُلد (حي) من تلك الزيجة قذفت به أمه في اليم بعد أن أرضعته ووضعته في تابوت ( صندوق صغير) فجرى به الموج إلى ساحل إحدى الجزر، واستقر به المقام في أجمة ملتفة الشجر وبقي محجوزاً في تلك الأجمة، فلما أحس الطفل بالجوع علا صوته بالبكاء، فانتبهت إحدى الغزلان التي كانت قد فقدت طلاها (صغيرها)، فأخذت في إرضاعه ورعايته إلى أن بلغ العام الثاني من عمره، ثم راح ينمو مع مرور الوقت مع سرب من الغزلان، ولكنه كان كثيراً ما يتأمل في حياة الكائنات في الغابة ويقارن بينها وبين نفسه فهو عار من الريش والشعر كما أنه ضعيفا القوى أمام المخاطر، فاتخذ لجسمه غطاءً من ورق الشجر من الأمام ومن الخلف وهو يبدله بين فترة وأخرى كلما زوي وجف.

فلما أعياه التغيير والتبديل جعل غطاء جسمه من ريش أحد الصقور الميتة، كما صنع من فروع الشجر عصي يدفع بها الأخطار عن نفسه، وظل على تلك الحال إلى أن كبرت أمه (الظبية) ثم نفقت بعد ذلك، وعند ذلك راح يتساءل لماذا هي لا تتحرك؟؟ وظل جالساً بقربها يتفحص أعضاءها الخارجية عله يدرك سر تعطل أحدها، ولما لم يصل إلى شئ قرر تقطيع أوصال الظبية فربما يدرك مبتغاه، وبعد تفحصه للأجزاء توصل إلى القلب الذي رأى أنه هو الذي يحمل سر الحياة، وسارت في دخيلة نفسه العديد من الأسئلة والاستفسارات، وبعدها أخذته الحيرة، ما الذي سيفعله بهذا الجسد المقطع الأوصال؟؟ وفجأة اقتتل أمامه غرابان فقتل أحدهما الآخر وقام بحفر الأرض لدفنه، فما كان منه إلا أن عمل على تقليده فوارى، أمه (الظبية ) التي ربته ورعته، الثرى.

وفجأة يكتشف (حي) النار التي انقدحت من احتكاك بعض الأغصان الجافة، فأفاد منها فائدة عظمى حيث أخذ منها الضوء والدفء وإنضاج الطعام، كما استفاد منها في الدفاع عن نفسه ضد أعدائه من الحيوانات، كذلك تذكر أن جسد الظبية كان حاراً فلما نفقت صار بارداً؛ فوقع في خلده أن الشئ الذي فارق جسد الظبية ربما كان من جوهر هذه النار ووجه تفكيره إلى هذا الجانب عله يظفر بما يبحث عنه من إدراك سر الحياة؛ فعمل على تفحص العديد من أعضاء الحيوانات الميتة أو التي كان يقتلها في عراكه معها.

إلا أن أبعد ما توصل إليه هو أن هناك شئ واحد مشترك وموجود في جميع هذه الكائنات التي تعيش في الغابة، ولكن ما هو؟؟ إنه لا يدري.

وعاش (حي) في الجزيرة وهو يعمل عقله وفكره في المقارنة بين الأشياء من: حيوانات ونباتات وجمادات، بل راح يقارن ذاته بكل ما هو موجود بقربه في تلك الغابة فلم يعثر لنفسه على مثيل أو شئ يشبهه، وأكثر (حي) من البحث والتفكير في الماديات المحسوسة، وفي هذه الأثناء تعلم الكثير والمفيد الأمر الذي يسر له الحياة وساعده على توفير سبل العيش في أحضان الجزيرة، وبينما هو يسعى إلى المعرفة تاقت روحه إلى البحث في الصور، وهي المعاني المجردة من المادة، وهنا تراه يضع قدمه على أول درجات سلم المعرفة، وأول شئ أثار انتباهه هو الماء؛ فإنه إن برد سال وتدفق إلى أسفل وإن سخن وزالت عنه البرودة أخذ في الصعود إلى أعلى؛ فأدرك أن لكل حادث محدِث، ثم ازداد في التفكر والتأمل فتبين أن الأفعال الصادرة عن الأجسام ليست لها في الحقيقة وإنما هي لفاعل يفعل بها الأفعال المنسوبة إليها، وهذه الخاطرة التي لاحت له إنما هي مما ورد في القرآن العظيم حيث يقول، تبارك وتعالى،: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .

وقد ورد في صحيح البخاري ج5/ص2384: (… وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته).

ومازال (حي) يتعمق في بحثه وتأمله في الموجودات فرأى أنها تتكون تارة وتفسد تارة أخرى وهذا هو القانون الذي يسري على الكل دون استثناء، بعد ذلك راح يقلب بصره في السماء وهو يتأمل ما فيها من شمس وقمر ونجوم؛ فتكونت لديه معرفة بعلم الهيئة فجميع الأفلاك في حركتها يضمها فلك واحد هو الذي يعمل على تسيير حركة الكل، وهنا برزت في ذهنه أسئلة واستفسارات: من أين خرج هذا الفلك؟؟ وكيف ظهر إلى الوجود؟؟ وهل هو شئ حدث بعد أن لم يكن؟؟ ووجد في الوجود بعد العدم؟؟ أم أنه كان موجوداً ولم يسبقه عدم؟؟

وبقي (حي) يبحث عن الإجابة أو الإجابات سنوات عدة فتتعارض عنده الحجج، ولا يترجح لديه أي من الاحتمالات التي يراها، ولكنه توصل إلى يقين جازم وراسخ هو أن لهذا الوجود فاعل ولابد لهذا الفاعل من صفات تميزه عن غيره، وبعد تدبر وتفكر رأى أن هذا الفاعل لا يمكن أن تدركه الحواس، أي أنه ليس بجسم، ولا يدرك بالخيال؛ لأن الخيال يقوم اعتماداً على الحواس وبالتالي فهو منزه عن كل صفات الجسم، كما رأى (حي) أن هذا الفاعل، ربما كان هو موجِد هذا الوجود فهو إذن قادر ومسيطر عليه (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ولم يقف (حي) عند هذا الحد بل أخذ في التساؤل، كيف بلغ هذا الحد من المعرفة التي رسخت في نفسه؟؟

وبعد طول تفكر في حواسه التي استخدمها في الوصول إلى تلك الدرجة من الإدراك علم أن هذه الحواس قاصرة عن أدراك كل هذه الحقائق التي تمكن من إدراكها؛ إذن فلابد من أن هناك شئ ليس بجسم ولا هو بقوة من قوى الجسم هو الذي مكنه من الحصول على كل هذه المعرفة اليقينية الراسخة في كثير مما ذهب إلى التفكير فيه.

لقد أثار ذلك في نفس (حي) قلقاً أرقه بالتفكير مما أدى به إلى البحث في النفس التي سماها (الذات الشريفة )، لأنها هي التي أعانته على الوصول إلى الإدراك اليقيني الذي بلغه، حيث أدرك أن هناك موجوداً واجب الوجود، ومن بين تلك الأسئلة المحيرة عن النفس والتي دارت في ذهن (حي): هل هذه النفس قابلة للفناء؟ أم أنها دائمة البقاء (خالدة)؟؟

فاهتدى من خلال التفكر إلى أن الفساد والعلل والفناء هي من صفات الجسد، فأدرك بفطرته أن هذه النفس ليست بمادية وإنما هي روحانية، وهي دائمة الميل والتوقان إلى الفاعل الموجد لهذه الوجود؛ إذن هذه النفس مفارقة للجسم ومنفصلة عنه، كذلك لا يعتريها الفساد ولا الفناء، فدعاه ذلك إلى الاعتقاد بأن سر سعادة النفس وكمال ذاتها يكمن في لذة المشاهدة، أي مشاهدة الموجود الواجب الوجود على الدوام، والاتصال به فلا ينقطع عنه طرفة عين حتى تدركه المنية وهو في حال المشاهدة بالفعل فتتصل لذته دون ألم، فعليه إذن أن لا ينقطع تشبهه وأن لا ينسى اتصاله بهذا الموجود الواجب الوجود، وعليه أيضاً أن يتخلى عن صفاته التي يشترك فيها مع الحيوان.

استطاع (حي) أن يدرك أن جميع صفاته وأفعاله لا تخرج عن أنواع ثلاثة هي:

  • أنه أشبه بالحيوان في بعض صفاته وأفعاله، الأمر الذي يصعب مهمته ويعوقه عن الوصول إلى الشعور والإحساس بلذة المشاهدة، وهو يرى أن في ذلك منتهى سعادته.
  • أن صفاته أقرب إلى الأجرام السماوية، وفي ذلك حظ عظيم من المشاهدة، ولكنها مشاهدة مشوبة ببعض الكدر.
  • أما النوع الثالث من صفاته وأفعاله فهو ذلك الذي يعينه على الاستغراق المحض الذي لا إلتفات فيه لغير الموجود الواجب الوجود؛ وذلك لا تتكدر لذة الشعور والإحساس بالمشاهدة.

اقرأ أيضاً: كيف نشأت الفلسفة في بلاد المسلمين؟

ولكي يدرك الوصول إلى النوع الثالث من صفاته وأفعاله فلابد من الارتباط والتمرين اعتماداً على النوع الثاني مدة من الوقت حتى يتمكن من بلوغ النوع الثالث من الصفات والأفعال، فتفكر في حاله فرأى أنه لا غنىً له عن أحد أمرين هما: الحاجة إلى الغذاء حتى يبقي عل حياته، والأمر الثاني هو حاجته لشئ يقيه من عوامل الطبيعة كالحر والبرد والمطر … وغيرها، فهدته فطرته إلى أن الحزم يفرض عليه أن يحد لنفسه حدوداً لا يبعد عنها ولا يتعداها، ومقادير لا يتجاوزها، فنظر في أصناف الموجودات التي يتغذى عليها فوجد أنها: إما نبات لم تنضج بعد، أو ثمار اكتمل نموها لإخراج نوع آخر لحفظ النوع، وإما أنه من الحيوانات البرية والبحرية.

وكان (حي) قد أدرك من قبل أن هذه الأصناف هي من صنع الموجود الواجب الوجود، الذي أيقن أن سر سعادته مرتبط به لا بغيره، وبناءاً على ذلك وضع (حي) لنفسه خطاً لا يخرج عنه في غذائه؛ لأنه ضرورة لبقاء الحياة والحفاظ عليها، كان يطعم نفسه من ما تيسر له، فإن توفرت العديد من أصناف الطعام فعليه أن يأكل من ما لا ضرر فيه لفعل الموجود الواجب الوجود، وأن يجعل البذور في موضع يمكنها من النمو مرة أخرى، كذلك عليه أن يتخير طعامه وغذائه من أكثرها وفرة، وأقواها توليداً وإنباتاً محاذراً أن لا يبتر أصولها.

أما إذا أخذ من الحيوان فعليه أن يأخذ من أكثرها وجوداً وتوالداً أو من بيضه، هذا ما كان من أمر غذائه أما من حيث المقدار فعليه أن يكتفي بما يسد الرمق والخلة (الحاجة) أي أن لا يسرف في الأكل، ولم يزل (حي) ملتزماً بما وضعه لنفسه من حدود، وهو يطلب الفناء والإخلاص في مشاهدة الحق حتى يتأتى له ما أراد، ولم يبق في حياته ولا في تفكيره إلا الواحد الحق الموجود الواجب الوجود الذي بلغ حداً من القرب منه والاتصال به أنه كان يصل إليه متى شاء وكيف أراد، فبقي في تلك السعادة أسابيع لا ينقطع عن الشهود والاتصال.

بعد ذلك تأتي مرحلة جديدة في حياة (حي) وهي بداية العلاقة بينه وبين (أسال) الذي نشأ في جزيرة تبعد عن تلك التي ترعرع بين أحضانها (حي)، وقد تعلم الأول أسس عبادة الله الواحد الأحد من ملته التي أخذت تعاليمها من أحد الرسل، ولم يتوقف (أسال) عند حد الظاهر من تلك الشريعة أو العقيدة التي كان يدين بها، بل كثيراً ما كان يغوص متأملاُ في باطن وأعماق المعنى الظاهر باحثاً عن معنى يتفق والعقل السليم، فمال إلى العزلة والتأمل والانقطاع عن الجماعة؛ لذلك أزمع الرحيل إلى الجزيرة القاطن بها (حي)، دون معرفة منه به، لما سمعه عنها من خصب مراتعها وطيب هوائها وهدوئها، الأمر الذي سيساعده على التفكر والتأمل، فعزم (أسال) وتوكل على الله وجمع كل ماله فاكترى بجزء منه مركباً وتصدق بما تبقى من المال على الفقراء.

وهناك انقطع (أسال) للعبادة والتبتل لله، تعالى، متفكراً ومتأملاً، ومستأنساً بمناجاة ربه. وفي هذا الوقت كان (حي) منقطع للموجود الواجب الوجود ولا يخرج من مغارته إلا مرة كل أسبوع باحثا عن الغذاء، فاتفق أن تراءى في مرة من المرات كل من (حي) و(أسال) فظن الأخير أن الذي رآه هو أحد النساك فعليه ألا يفسد عيه خلوته، أما (حي) فقد أخذته الدهشة والحيرة من أمر هذا الكائن الذي كانت عليه مدرعة من الشعر سوداء فظنها (حي) شعر طبيعي، وعند ما جد (أسال) في العودة إلى مكان عبادته تبعه (حي) وأنصت إلى خشوعه في تعبده فعرف بحسه أنه لا يشبه ما كان يراه من الكائنات في الجزيرة، ولكن (أسال) أخذه الرعب وانطلق طلباً الهرب والفرار، ولكن حيًًّّ لم يتركه وجد في اللحاق به حتى امسكه، وزاد من خوف (أسال) ما رآه من منظر (حي) الذي ما زال يصدر من الحركات والأصوات حتى طمأن (أسال) وسكن، عند ذاك قرب (أسال) طعامه إلى حي الذي تناوله بعد لأي إلا أنه استطابه وأحس بالإلفة مع (أسال) فأشفق عليه ورغب في تعليمه الكلام مبتدئً بالأسماء حتى تمكن ـ في وقت وجيز ـ من الكلام.

وعند ما أتقن (حي) الكلام سأله (أسال) عن شأنه ،فأخبره بأنه لا يدري من أمره شيئاً أكثر من ما أخبره به، وسار بهما الحديث عن المعارف العقلية التي يمكن للإنسان أن يدركها ببصيرته فتطابقت عندهما المعرفة، وتحدث (أسال) عن جزيرته وأحوالها، وعن العقيدة هناك، فتنبه (حي) إلى أن الشرع الذي جاءت به الرسل لا يخالف ما توصل إليه بعقله، فآمن وصدق، والتزم بمبادئ الشرع، إلا أنه بقي في نفسه أمران كان دائم التعجب منهما: لمَ ضرب الرسول الأمثال في كثير مما وصفوه للناس من أمر العالم الإلهي، وأضربوا عن مكاشفتهم مما ساق الناس إلى الوقوع في الأخطاء؟؟.

أما الأمر الثاني فهو لمَ أباح الشرع اقتناء المال؟؟ ففي رأيه أنه لا يجوز للفرد أن يأخذ أحد شئ مما في الحياة إلا ما يقيم أوده، وأما المال فلا معنى له عند (حي)، وكان في ظن (حي) أن ما جاء في الشرع من أحكام البيوع والعقوبات، وغير ذلك إنما هو تطويل لا طائل من ورائه؛ وذلك لاعتقاده أن الناس جميعهم من ذوي الفطرة الفائقة، ففكر في الاندماج في مجتمع الناس حتى يستطيع أن يقوم بإخراجهم من الظلمات إلى النور بهدايتهم وإرشادهم إلى سبيل الرشاد، واستشار في هذا صديقه (أسال) فأيده وعزز هذا رأيه وتفكيره بالذهاب إلى جزيرة (أسال)؛ لعل الله يرشد به المعرضين عن الإيمان بالحقائق الإلهية، واتفقا على أن يلازما ساحل الجزيرة حتى يهيئ الله لهما أمر الرحيل؛ فهيأ الله لهما سفينة جنحت إلى تلك النواحي وقبل ذووها أن يحملاهما معهم.

ودخلا الجزيرة معاً فذهب (أسال) بصديقه (حي) إلى بعض أصحابه وعرفه بهم فعظموه وقدروه أيما تقدير، وأخبره بأن هؤلاء هم الأقرب إلى الفهم من أهل الجزيرة فعليه أن يبدأ بهم، فمازال بهم (حي) يبين لهم الحق فلا يزدادون إلا بعداً ونفوراً، حتى بلغ منه اليأس مبلغاً عظيماً، ثم أنه راح يتأمل في أحوال الناس فوجد أن أكثرهم بمنزلة الحيوان وهنا أدرك الحكمة من بعث وإرسال الرسل، وأن الهداية والرشد من الله، وأن كل ميسر لما خلق له، كما في صحيح البخاري ج6/ص2745 (عن عمران قال قلت يا رسول الله فيما يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له) ، وكأنه يتلو قول الله، تعالى،: (سنة الله التي قد خلت ولن تجد لسنة الله تبديلا) ؛ فآب ورجع إلى رأيهم واهتدى بهديهم، كما أوصاهم بالالتزام والتمسك بالشرع.

وفي آخر القصة عاد كل من (حي وأسال ) إلى موطن الأول واجتهدا في العبادة والتبتل طلباً للوصول إلى المقام والدرجة التي يبقيها (حي) من قبل لقائه (بأسال) وجدا في ذلك بهمة ونشاط حتى لقيا الله.

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع اقتصاديو العرب © 2021