اقتصاديو العرب

الثورة الراسمالية

ثورة الرأسمالية الرمزية

هذه الثورة الجديدة التي تجتاح وتخترق مختلف ِالمجتمعات وان تباينت درجة تأثيرها أو نوعية الاحداث والغموض الذي يؤطرها ويزيد من درجة عدم القدرة على التنبؤ ” اللا – توقع” بالحدث ذاته او مكان حدوثه او زمانيته، فهو في ذات الخط التاريخي يطيح بأكثر البنيات صرامة، وكما يذهب الفكر الى توصيف المسارات جميعها باعتبارها انهيار للواقعية لصالح ما فوق – الواقعية، وهذا ما يعيدنا الى البدء حيث المصير الذي سيتحكم في حركة العالم واستراتيجياته لعقود قادمة. 

حتى التي توصف نفسها بأنها الأكثر تقدمية او الاكثر ليبرالية او الانجح ديمقراطية، او تلك الانظمة التي تتباهى منذ فترة قصيرة ماضية بقدرة أنظمتها على الوعي بالتغيرات التي تجتاح الخريطة الجيو-سياسية، بل ربما نعيد قراءة الظاهرة كونها نتاج طبيعي للنظام العالمي وفشله الاداري (ادارة النظام العالمي الجديد) وهو في ذات المصير نتاج ثقافوي لمرحلة طويلة كان ” الاستعمار والهيمنة” مؤسسة لمخرجاتها التي نعيشها اليوم، وكثير من الايدلوجيات والحركات السياسية المنغمسة في ابادات سوسيو – اقتصادية لصالح الالة الحربية ولصالح المضاربات واسواق المال: بمعنى بناء انظمة قمعية تتحكم في العقل والخطاب ومدها بتكنولوجيا السيطرة المطلقة على حياة الأفراد والمجتمع، التي شكلت خصوبة السيطرة او تم استخدامها وتوظيفها للتحكم في المجتمعات وتقرير مصيرها عبر تكثيف الإقصاء وانتهاك الحقوق والاطاحة بالكرامة البشرية، وهذا مرده الى طبيعة التأسيس للدكتاتوريات وببساطة الفهم فإن الدكتاتورية لم تكن سوى براءة اختراع أوروبية بأمتياز …..

ولن نستغرق طويلا في التفكير والتحليل لفهم طبيعة الظاهرة كونها طبقات متراكمة من اللا-عدالة والتجهيل والتخلف والفجوة الحضارية المعرفية وضعف النظام او هشاشة وسائطه واساليب تعامله وتفاعله مع الظواهر والتغيرات التي شكلت مسرحا مفتوحا لخلل النظام ذاته الذي أوهمنا بالمعجزات وكأننا في حالة: سحر سياسي أو لعبة فرجوية نصفق لها كلما فقدنا وعينا أو انعدمت المقدرة على التركيز .. العجر عن ايجاد الحلول ينقلنا الى البحث عن محاولات انتاج الفرجوي او خلق الاسطورة والخرافة خوفا من الفضيحة .. او بحثا عن آلية للتحكم في الزمن، كل ما يحيط بنا من نماذج ارهابية لا يمكن فصلها عن انظمتنا او عزلها عن تاريخنا الثقافي والذي تشكل كطبقات متراكمة ومتراصة نجد حضورها في مختلف انماط النظام الرمزي، عبر ديني، اجتماعي، سياسوي.

وهذه الثورة الجديدة التي تجتاح وتخترق مختلف ِالمجتمعات وان تباينت درجة تأثيرها او نوعية الاحداث والغموض الذي يؤطرها ويزيد من درجة عدم القدرة على التنبؤ ” اللا – توقع” بالحدث ذاته او مكان حدوثه او زمانيته، فهو في ذات الخط التاريخي يطيح بأكثر البنيات صرامة، وكما يذهب الفكر الى توصيف المسارات جميعها باعتبارها انهيار للواقعية لصالح ما فوق – الواقعية، وهذا ما يعيدنا الى البدء حيث المصير الذي سيتحكم في حركة العالم واستراتيجياته لعقود قادمة – خاصة أن النظام القائم هو المولدّ والمحرك والمنتج للارهاب ولم يعد الانتحار او ” طلب الشهادة” او ” الفداء” من اجل غاية رمزية او الظفر بالجنة والأخرة بل صار يتحول الى استراتيجية هجومية من النظام ضد النظام الذي انتجه من جهة زراعة وتعميم الخوف ومن ثم السيطرة: هل يمكن وصفها باعتبارها ارهاب – ضد الارهاب.

وهذا يطرح امامنا ما هو الارهاب وكيف ستكون الحرب على الارهاب اذا سلمنا جدلا بأن النظام القائم هو المسئول الوحيد عن خلق الشروط الموضوعية عن ظهور وصعود الارهاب او الرد العنيف أو التطرف .. وسيكون الهدف أكثر تعقيدا عندما نهشم التسطيح الذي يضلل الحقيقة ونخترق عمق النظام.. ذلك بأن النظام القائم يقدم او يفرض او يعرض تحديات وشروط غير قابلة للحل .. وبالتالي فان الارهاب بالمقابل سيظهر وكأنه عملية او نظام غير قابل للحل ؟!