اقتصاديو العرب

تداول العملات الأجنبية

تداول العملات الأجنبية وأهم الأمور التي يجب معرفتها عن سوق العملات الأجنبية

يلعب سوق العملات الأجنبية دوراً هاماً في الاقتصاد العالمي وذلك نظراً للحاجة المتزايدة لتداول العملات، والذي جاء نتيجةً للتطور التكنولوجي والاتصالات وتطور حجم التجارة الخارجية بين الدول وازدياد حركة رؤوس الأموال بين البلدان بحثاً عن العوائد المربحة، حيث أن الدول بحاجة ملحة لسوق العملات الأجنبية لتكون قادرة على بيع منتجاتها إلى الدول المستوردة لها وتحصل على سعر هذه المنتجات بعملتها أو تدفع سعر البضاعة التي تقوم باستيرادها بالعملة التي يتم التداول بها في بلد المصدر.

في هذا المقال سنسلط الضوء على أهم الأمور المتعلقة بتداول العملات وهي:

  • مصطلح صرف العملات الأجنبية
  • العوامل التي تؤثر على أسعار صرف العملات الأجنبية
  • سوق العملات الاجنبية
  • مكان التداول في سوق العملات الأجنبية
  • وظائف سوق العملات الأجنبية
  • أنواع المعاملات التي تتم في سوق العملات الأجنبية
  • مزايا سوق العملات الأجنبية

صرف العملات الأجنبية

هو عملية تبادل العملات الأجنبية من جميع أنحاء العالم ضد بعضها البعض، ويتم التبادل بسعر محدد يعرف بسعر الصرف الأجنبي، وتكون أسعار الصرف لجميع العملات تقريباً متغيرة باستمرار لأنها تتأثر بقوى العرض والطلب في السوق.

العوامل التي تؤثر على أسعار صرف العملات الأجنبية

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على قوى السوق وراء أسعار الصرف الأجنبي، تشمل العوامل ظروفاً اقتصادية وسياسية وحتى نفسية مختلفة، تشمل العوامل الاقتصادية: السياسات الاقتصادية للحكومة، والميزان التجاري، والتضخم، وتوقعات النمو الاقتصادي.

تمارس الظروف السياسية أيضاً تأثيراً كبيراً على معدل تداول العملات الأجنبية، حيث قد تؤثر الأحداث مثل عدم الاستقرار السياسي، والصراعات السياسية سلباً على قوة العملة، كذلك يمكن أن تؤثر نفسية المشاركين في سوق العملات أيضاً على أسعار الصرف.

 

سوق العملات الاجنبية

هي الأسواق التي يتم فيها تداول عملة دولة ما مقابل عملة دولة اخرى بموجب نظام سعر الصرف العائم، كذلك هي أيضاً تلك الأسواق التي يتم فيها العامل ببيع وشراء عملات الدول الأجنبية التي تلقى قبولاً واسعاً في التعامل الدولي، وذلك نتيجة قوة ومتانة اقتصاديات الدول صاحبة العملات، وهي الدول المتقدمة أساساً.

تتركز معظم عمليات التداول في سوق العملات الأجنبية على العملات الأقوى عالمياً: وهي الدولار الامريكي، اليورو، والين الياباني، والجنيه الاسترليني، والفرنك السويسري. ولا يزال الدولار الأمريكي هو العملة  الرئيسية، حيث يمثل أكثر من 87٪ من إجمالي القيمة اليومية المتداولة .

مكان التداول في سوق العملات الأجنبية

ليس سوق العملات الأجنبية كغيره من الأسواق المالية، إذ أنه ليس محدداً بمكان معين يجمع بين البائعين والمشترين على نحو ما يحدث في بورصة الأوراق المالية، إذ تتم صفقات تداول العملات الأجنبية عبر ما يعرف بالسوق غير الرسمية (Over The Counter-OTC) التي تتألف من مجموعة من نظم الاتصال الحديثة التي تصل بين المتعاملين مثل المصارف الدولية الكبيرة، والمؤسسات المالية المتخصصة في المعاملات الدولية وتبادل العملات، والتي تضمن لهم تبادل العملات وتحويل المعلومات اللازمة بالسرعة المطلوبة.

اقرأ أيضاً : الثور والدب: وحوش الأسواق المالية

وظائف سوق العملات الأجنبية

يقوم سوق العملات الأجنبية بالعديد من الوظائف من أهمها ما يلي:

  • تحويل القوة الشرائية من عملة لأخرى
  • التحكيم أو الموازنة أو المراجحة (Arbitrage)
  • التحوط (Hedging)
  • المضاربة (Speculation)

ويقدر حجم التداول في سوق العملات الأجنبية بـ 6.6 تريليون دولار تقريباً في اليوم، وهذا  السوق العالمي له مستويين :

المستوى الأول هو سوق ما بين البنوك: حيث تقوم أكبر البنوك بتبادل العملات مع بعضها البعض، وعلى الرغم من أنه لا يحتوي إلا على عدد قليل من الأعضاء مثل البنوك الاستثمارية، وصناديق التحوط، وما الى ذلك، إلا أن الصفقات التي تتم خلالهم تكون هائلة و يتم تحديد قيم صرف العملات الرئيسية في هذا السوق.

كما أنه في هذا السوق، تكون التداولات عملاقة؛ الحد الأدنى لاي صفقة لا يقل عن مليون دولار، و معظم الصفقات تتراوح بين 10 ملايين دولار و 100 مليون دولار، ولهذا يرجع سبب تثبيت أسعار الصرف في سوق ما بين البنوك.

المستوى الثاني السوق المفنوح أو سوق التجزئة أو (سوق خارج البورصة): هذا هو المكان الذي يتداول فيه الشركات والأفراد الذين لا يستطيعون التداول في سوق ما بين البنوك، توفر العديد من الشركات خيار تداول العملات عبر الإنترنت من خلال منصات التداول.

ويحتاج متداولو العملات المبتدئون إلى أن يضعوا في اعتبارهم أن سوق تبادل العملات الأجنبية غير منظم بدرجة عالية، وبالتالي يتعين على المتداولين توخي الحذر بشأن أموالهم واستثماراتهم.

أنواع المعاملات التي تتم في سوق العملات الأجنبية

توجد عدة أنواع من المعاملات في سوق العملات الأجنبية وهي:

المعاملات الآنية أو الفورية (Spot Transaction)

طريقة التعامل هذه هي أسرع طريقة لتبادل العملات، وهي عملية تبادل أو تسوية العملات من قبل المشتري والبائع في غضون يومين من الصفقة دون توقيع عقد، سعر الصرف الفوري هو سعر الصرف السائد في يوم اجراء  المعاملات.

عمليات الصرف او العقود الاجلة (Forward  Transaction)

هي معاملات مستقبلية تكون عندما يدخل البائع والمشتري في اتفاقية شراء وبيع العملة بعد 90 يوماً، ويتم صياغة الاتفاقية على أساس سعر صرف ثابت لتاريخ محدد في المستقبل، يُطلق على السعر الذي يتم فيه ابرام الصفقة سعر الصرف الآجل في السوق.

عمليات الصرف او الصفقات المستقبلية (Futures Contracts)

تتعامل المعاملات المستقبلية أيضاً مع العقود بنفس طريقة التعاملات الآجلة، ومع ذلك، في حالة المعاملات المستقبلية، يجب اتباع العقود الموحدة من حيث الميزات والتاريخ  والحجم، حيث أن المعاملات الآجلة المنتظمة تتسم بالمرونة ويمكن تخصيصها.

عمليات المبادلة (Swap Operation)

وهي مبادلة عملة بعملة أخرى بين طرفين مختلفين على أن يعيد كل من الطرفين إلى الطرف الآخر عملته التي قام بتبديلها بسعر صرف يتفق عليه عند عقد المبادلة مبني على أساس سعر

الصرف الآني السائد عند إبرام عملية المبادلة، وعلاوة أو خصم يحددها فرق سعر الفائدة بين العملتين اللتين تمت مبادلتهما عند إبرام عملية التبديل.

خيارات العملة (Currency Options)

يعتبر تبادل العملة من فئة إلى أخرى بسعر متفق عليه في تاريخ محدد خياراً للمستثمر، يمتلك كل مستثمر الحق في تحويل العملة ولكنه غير ملزم بذلك.

 

اقرأ أيضاً: اقتصاد الدونات: إعادة التفكير بالاقتصاد من جديد

مزايا سوق العملات الأجنبية

سوق العملات الأجنبية سوق ثنائي الإتجاه

نظراً لأن تداول العملات يكون على شكل أزواج، فإن الدخول كمشتري لإحدى العملات هو عملية بيع لعملة أخرى، والعكس بالعكس (التوقع بارتفاع سعر صرف عملة ما هو توقع بانخفاض سعر صرف العملة المقابلة لها والعكس بالعكس)

سوق عالمي يعمل على مدار 24 ساعة

يعتبر سوق العملات الأجنبية سوق عالمي يعمل على مدار 24 ساعة ولمدة 5 أيام أسبوعياً، حيث يبدأ العمل في هذا السوق انطلاقاً من سوق سدني في أستراليا، ثم طوكيو فسنغافورا، وفي الوقت الذي تستعد فيه الأسواق الآسيوية للإغلاق يبدأ العمل بسوق لندن وبقية المراكز الأوروبية، حيث يعتبر حجم التداول في هذه الأسواق الأضخم حجماً من ناحية حجم التداول العالمي، ومع حلول الظهيرة في أوروبا يفتتح سوق نيويورك يليه شيكاغو فلوس أنجلوس، ومع غروب الشمس في الولايات المتحدة يغلق سوق العملات الأجنبية هناك ليعطي في الوقت ذاته إشارة البدء ليوم عمل آخر في سوق سدني، وهكذا تبدأ دورة افتتاح وإغلاق الأسواق العالمية من جديد.

سيولة عالية

يعتبر سوق العملات الأجنبية من أكثر الأسواق سيولة عالمياً مما يجعل المتعاملين بهذا السوق غير قلقين حيال السيولة، لاسيما عندما يتم التداول على أحد عملات الدول ذات الاقتصاديات الكبيرة.

رافعة مالية عالية

يعتبر سوق العملات الأجنبية من الأسواق التي تتميز برافعة مالية عالية جداً مقارنةً بالأسواق المالية الأخرى، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 400 ضعف.

وتجدر الإشارة إلى أن الرافعة المالية بالقدر الذي تؤدي فيه إلى مضاعفة الأرباح، تؤدي إلى مضاعفة الخسارة بالقدر ذاته وهذا ما يجب مراعاته من قبل المتعاملين في سوق العملات الأجنبية.

انخفاض التكاليف

نظراً لأن التداول في سوق العملات الأجنبية يتم عن طريق السوق غير المنظمة، يقوم المتعاملون بالتداول مباشرةً مع صانعي السوق أو الأطراف المشاركة الأخرى، لذلك فإن عمولات التداول أو التصفية غير مطبقة على عمليات التداول في هذا السوق.

بالإضافة إلى ذلك فإنه نتيجةً للسيولة العالية في سوق العملات الأجنبية فإن أزواج العملات عادةً ما تتميز بهامش سعري بسيط جداً بين سعر البيع وسعر الشراء وخصوصاً في الأحوال الطبيعية للسوق، أي عندما لا يكون هناك تغيرات قوية والتي تحدث نتيجةً لصدور الأخبار الاقتصادية والتي من شأنها التأثير على الأسعار.

الحجم الكبير لسوق العملات الأجنبية

يعتبر سوق العملات الأجنبية الأكبر في العالم، حيث حقق الحجم الإجمالي لتجارة العملة أرقاماً قياسية، كما تم ذكره سابقاً.

أوامر خروج مضمونة

يمتلك المتعامل في سوق العملات الأجنبية القدرة على التحديد الدقيق لأسعار الصرف التي يرغب فيها لفتح مركز معين أو إغلاقه، وذلك لأي عملية تداول في السوق، وتعتبر هذه الأسعار مضمونة.

التنويع

يتيح الاستثمار في سوق العملات الأجنبية تنويع المحفظة الاستثمارية حيث يمكن من خلال الدخول في سوق العملات الأجنبية تجنب مخاطر السوق الناجمة عن الاستثمار في الأسهم والسندات عن طريق تغطية الخسائر التي يتحملها المستثمر في تلك الأسواق بالأرباح التي يحصل عليها في سوق العملات الأجنبية.

اقرأ أيضاً: الاقتصاد الدائري والابتعاد عن الاقتصاد الخطي

تداول العملات

نصائح للمتداولين أو الراغبين بدخول سوق تداول العملات الاجنبية ينبغي اخذها بعين الإعتبار:

 

إدارة رأس المال والمخاطر

لا تصرف أكثر من قدرتك المالية، ولا تستثمر او تفتح صفقات أكبر من قدرة حسابك على التحمل، وايضاً لا تخاطر اكثر من قيمة حسابك.

تكرار الدخول الناجح

اتبع وكرر الدخول على الصفقات الناجحة والتي سبق وان كان لها نسبة نجاح عالية ونسبة مخاطرة قليلة.

الإلتزام بالخطة والإدارة التي تتبعها

يحب عليك بعد وضع الخطة وإدارة المخاطر أن تقوم بالالتزام والتقيد بهم، حيث أن الإنضباط والإلتزام بالخطة من أهم عوامل النجاح.

التركيز على الصورة الكبيرة

حاول تحديد اتجاهات السوق على اساس يومي، حيث أن الاتجاهات السريعة خلال اليوم لا يمكن الوثوق والاعتماد عليها.

التحكم بالإنفعالات والضغط

قم بوضع خطط الصفقة قبل الدخول، فإن التخطيط السليم يلغي موضوع المشاعر، فبعد الدخول لا تستطيع التحليل لأن التحليل دائماً قبل الدخول، أما بعد الدخول تأتي مرحلة إدارة الصفقة، وغالبا المتداول يشعر بالضغط لأنه يشعر بفقدان السيطرة عندما لا يخطط للصفقة مقدماً.

الطمع ضر مانفع

حيث أنه يأتي الطمع عندما تكون أغلب صفقاتك رابحة، فتقول لنفسك سوف أخاطر أكثر، فعندها تبدأ الخسارة، ففي هذا الوقت يجب عليك التريث وعدم الانجرار بفتح صفقات كثيرة والعكس بالعكس.

 

أنشّر معنا

اذا كان لديك مقالة وترغب بنشرها على موقعنا، قم بارسالها لنا وسيتم نشرها بأسرع وقت

جميع الحقوق محفوظة لموقع اقتصاديو العرب © 2021