اقتصاديو العرب

الديموقراطية

الطريق إلى الديمقراطية

لا شك في أن الطريق نحو الديمقراطية هو طريق محفوف بالمخاطر والمنزلقات والمنعطفات الخطيرة، ويحتاج ممن يريدون الوصول إلى البناء الديمقراطي الكثير من الصبر والجهد، هذا من جانب، ومن جانب آخر فالديمقراطية تتطلب من منفذيها توفير العديد من المعينات المادية التي ستسهم في تأسيس حكم يستند إلى المبادئ الشرعية والقانونية، فضلاً عن توفر الكثير من الإرث الفكري والمجهود الذهني الضخم، وهناك ركن ثالث لا يكتمل بناء جدران الديمقراطية إلا من خلاله، ألا وهو عنصر الصبر على المكاره؛ وذلك حتى تتمكن الشعوب من تجاوز المنزلقات والمعطفات، التي أشرنا إليها من قبل، بهذا يمكن الحديث عن التخطيط الاسترتيجي، البعيد المدى، من أجل إنشاء دولة ديمقراطية تقوم على أسس قوية ومتينة يمكنها أن تقاوم أعتى العواصف وأقوى الرياح. نخلص مما سبق إلى أن الطريق إلى الديمقراطية يمر عبر:

  • سن القوانين، وهو عنصر التخطيط الاسترتيجي الذي يحتاج إلى القدرات الذهنية والإمكانات العقلية.
  • المعينات المادية، أي لابد من توفر القوة الاقتصادية اللازمة لتحقيق الإنجاز العظيم.
  • الصبر والتحمل، إن بلوغ الديمقراطية أمر شاق، وهو في حاجة إلى الصبر والتحمل.

 

والسؤال الذي يلح وبإصرار شديد هو: هل تمتلك شعوب العالم الثالث أيًا من تلك المقومات الآنفة الذكر؟؟؟، والإجابة، بكل جد وتأكيد، هي: لا وكلا وألف ألف كلا.

إذًا فلماذا يتهافت أولئك النفر، ممن يبحثون عن السلطة والكراسي، على الوصول إلى كراسي الحكم؟؟؟. والإجابة بكل بساطة هي شهوة السلطة وحب السيطرة، لاأكثر ولا أقل، ولا فرق بين عسكري ولا مدني في هذا الميدان، فكلاهما مغامر يبحث عن تحقيق أحلامه بإعتلاء كراسي الحكم والقبض على رقاب العباد باسم الوطن والوطنية، وهي عبارات مستهجنة ملّ الناس من تكرار سماعها عبر أبواق الإعلام، سواء أكانت رسمية مملوكة للحكومة أو مملوكة أفراد ومؤسسات مالية، فالجميع يلهج ويسبح بحمد الحاكم ويطبل له خوفًا منه وخشية على مصالحه، ولا شئ سوى ذلك.

فإذا كان العسكر يدبرون أمرهم بفي جنح الظلام ويسطون على الحكم قبل الفجر على صهوة الدبابات وتحت تهديد السلاح، فإن المدنيين يديرون شئونهم ويدبرون أمرهم نهارًا ويستولون على الحكم في وضح النهار ولكنهم يعتلون ظهور الرجرجة والدهماء مضحين بالعامة ويسفكون دماء الغوغاء. والحقيقة التي لا مراء فيها هي، أنه ليست ثمة فرق بين اللصوص الليليين وقطاع الطرق النهاريين، فالجميع سواء، فهؤلاء عصابة ليل وأولئك عصابة نهار؛

يقول إبراهيم عبد القادر المازني:

سواسية من يقتل النفس عامدًا * ومن يدع التبريح يقتل ظاميا

اقرأ أيضاً: ريادة الأعمال: المفهوم، والأهمية، ولماذا يصبح الناس رواد أعمال؟

اقرأ أيضاً: استشراف المستقبل

اقرأ أيضاً: اقتصاد المعرفة

اقرأ أيضاً: تطور التكنولوجيا والاقتصاد

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع اقتصاديو العرب © 2021