تشير بيانات التجارة الدولية إلى أن إجمالي صادرات مصر من منتجات الملابس الجاهزة قد بلغ نحو 1.4 مليار دولار. وتحتل منتجات التى شيرت، ومنتجات البدل وأطقم الجواكت وبنطلونات الرجال والصبية أهم صادرات مصر من مجموعة منتجات الملابس الجاهزة حيث تصدر مصر ما قيمته 375 مليون دولار من منتجات التى شيرت ، ونحو 425 مليون دولار من منتجات البدل وأطقم الجواكت والبنطلونات الرجالي . أي أن صادرات مصر من مجموعتي التي شيرت والملابس الرجالى يقارب نحو 60% من صادرات مصر من إجمالى منتجات الملابس الجاهزة . 

منتجات التى شيرت

تحتل مصر المركز 27 في الترتيب العالمي للدول المصدرة لمنتجات التي شيرت، إذ تبلغ حصتها فى السوق العالمية نحو 1 % فقط من الصادرات العالمية لهذه المنتجات، مقارنةً بحصص تبلغ 15% و 2.2 % و 1.2% لكل من الصين وهندوراس ونيكاراجوا على الترتيب.

ومن أهم الدول المستوردة لصادرات مصر من منتجات بند التي شيرت تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الأول حيث تستورد ما قيمته 250 مليون دولار وبحصة 67% من صادرات مصر من منتجات هذا البند، وتأتى بعدها الإمارات العربية المتحدة بقيمة 21 مليون دولار وبما يشكل 5% من صادرات هذا البند، ثم تأتى بعد ذلك دول الاتحاد الأوروبى ; المانيا وايطاليا واسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا بنسبة 16% من صادرات مصر من منتجات التى شيرت، وتتوزع الصادرات الباقية على دول تركيا والمملكة العربية السعودية وكندا وغيرها من الدول الأخرى. وتواجه مصر تعريفة جمركية قدرها 16% فى المتوسط على صادراتها من هذا البند فى السوق الأمريكية على حين تتمتع بإعفاء جمركي في أسواق دول الاتحاد الأوروبي والامارات العربية المتحدة والسعودية بفضل اتفاقيتى المشاركة الأوروبية واتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى المعروفة بجافتا.  

وعلى جانب آخر يتراوح سعر التصدير ما بين 9-36 ألف دولار لكل طن ، حسب نوعية وجودة المنتج ، حيث يصل متوسط سعر تصدير الطن للسوق السعودية 9.2 ألف طن ، وللسوق الأمريكية يصل إلى 14.3 ألف دولار للطن، وللإمارات العربية المتحدة 11.7 ألف دولار للطن ، وللمملكة المتحدة 23 ألف دولار للطن ، ولتركيا 14.7 الف دولار للطن ; وقد احتلت مصر المرتبة الخامسة فى السوق التركية بعد جورجيا وبنجلاديش والبرتغال وايطاليا، وحققت معدلات نمو مرتفعة لصادراتها من منتجات هذا البند في السوقين الاماراتى والتركى خلال الخمس سنوات الماضية. ويبلغ اقل سعر تصدير للسوق الكندي حيث يصل الى 4.7 الف دولار للطن.

وإذا قمنا بتوسيع التحليل لصادرات مصر من منتجات التى شيرت داخل السوق الأمريكية – والتي تستحوذ على نحو 67% من صادرات مصر من التى شيرت نلاحظ الآتي :

• ‌يبلغ إجمالى واردات الولايات المتحدة الأمريكية من منتجات التى شيرت من العالم نحو 5.8 مليار دولار – وفقا لبيانات عام 2020 ، وتحتل نيكاراجوا وهندوراس المركزين الأول والثانى فى صادرات التي شيرت للسوق الأمريكية ثم تأتى الصين فى المركز الثالث .
•  تأتيى مصر رقم 29 ضمن الدول المستحوذة على السوق الأمريكية بحصة 0.9% فقط، وتواجه منافسة قوية فى السوق الأمريكية من دول أمريكا الوسطى مثل هندوراس ونيكاراجوا وجواتيمالا والسلفادور وهايتي والتي تتمتع بنفاذ للسوق الأمريكية بإعفاء جمركي ومتوسط مسافة جغرافية أقل تساعدها على تقليل تكلفة النقل والشحن والتفريغ والمنافسة في السوق بأسعار تقل كثيراً عن متوسط الأسعار المصرية، على حين تواجه مصر ضريبة جمركية تبلغ 16% في المتوسط في السوق الأمريكية ناهيك عن بعد المسافة مما يؤدى لارتفاع متوسط سعر تصدير الطن المصري حيث يبلغ نحو 14 ألف دولار للطن ( 4 دولار متوسط سعر التصدير O.B للوحدة تقريبا ) مقابل 9 ألاف دولار للطن لدول مثل هندوراس ونيكاراجوا والصين.

اقرأ أيضاً: ريادة الأعمال: المفهوم، والأهمية، ولماذا يصبح الناس رواد أعمال؟

اقرأ أيضاً: استشراف المستقبل

اقرأ أيضاً: اقتصاد المعرفة

منتجات أطقم البدل والجاكت والبليزر والبنطلون الرجالي 

تأتى منتجات هذه المجموعة فى المركز الثاني من حيث صادرات مصر من منتجات الملابس الجاهزة حيث بلغت صادرات مصر من هذه المنتجات نحو 450 مليون دولار خلال عام 2020 . وتحتل مصر المركز 23 في الترتيب العالمي للدول المصدرة لمنتجات هذه المجموعة ، وتأتى الولايات المتحدة الأمريكية أيضا فى المركز الأول من حيث استيراد هذه المنتجات من السوق المصرية حيث تستحوذ على نحو 53% من صادرات مصر من هذه المنتجات تليها المانيا واسبانيا وتركيا بنسب 9% و 8% و 5% على الترتيب.

وبتحليل صادرات مصر من هذه المنتجات داخل السوق الأمريكية – والتي تستحوذ على النصيب الأكبر من صادرات مصر لهذه المنتجات نلاحظ :

• يبلغ إجمالى واردات الولايات المتحدة الأمريكية من السوق العالمية من منتجات أطقم البدل والجاكت والبليزر والبنطلون الرجالي نحو 5.7 مليار دولار – وفقا لبيانات عام 2020 – ارتفعت إلى 7.5 مليار دولار خلال عام 2021، وتتقاسم بنجلاديش والمكسيك نصيب الأسد في هذه السوق بقيمة صادرات تبلغ 1.5 مليار دولار في المتوسط لكلاهما . وترتبط المكسيك بمنطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطاراتفاقية النافتا– وتتميز بإعفاء جمركي على صادراتها من هذه المنتجات للسوق الأمريكية;فضلاً عن قربها الجغرافي حيث يبلغ متوسط المسافة الجغرافية لها مع السوق الأمريكية نحو 1.8 ألف كيلوا فقط متميزة بذلك عن جميع الدول المصدرة للسوق الأمريكية; ومنها مصر.  وتأتى فيتنام في المركز الثالث حيث تصدر ما قيمته نحو 900 مليون دولار، والصين فى المركز الرابع بقيمة تصديرية للسوق الأمريكية تبلغ نحو 750 مليون دولار .
•  تأتي مصر رقم 10 ضمن الدول المستحوذة على السوق الأمريكية بحصة 2.7% في السوق الأمريكية وتواجه منافسة قوية فى السوق الأمريكية من المكسيك والتي تتمتع بنفاذ للسوق الأمريكية بإعفاء جمركي ومتوسط مسافة جغرافية أقل تساعدها على تقليل تكلفة النقل والشحن والتفريغ والمنافسة في السوق بأسعار تقل كثيرا عن متوسط الأسعار المصرية ، كما تواجه مصر منافسة قوية من الصين وبنجلاديش واللتان تستحوذان على حصص كبري في السوق الأمريكية. ويبلغ متوسط سعر تصدير المنتجات المصرية من هذه المنتجات نحو 16 ألف دولار لكل طن مقابل 14 ألف دولار لبنجلاديش، و 13 ألف دولار للمكسيك و 12 ألف دولار للطن للصين.
• ‌باستثناء المكسيك التى تحظي بإعفاء جمركى كامل فى السوق الأمريكية ، تواجه مصر – مثلها فى ذلك مثل بنجلاديش والصين وفيتنام – متوسط تعريفة جمركية 10.7 % على صادراتها من هذه المنتجات للسوق الأمريكية.

وعلى جانب الواردات – تمثل واردات مصر من منتجات الملابس الجاهزة نحو 330 مليون دولار ثلثها من واردات التي شيرت أيضاً، ومنها نحو 90 مليون دولار وبنسبة 27% واردات من منتجات الملابس الحريمي وخاصة القمصان والبدل والانسامبل والبليزارات والبلوزات، ونسبة يعتد بها من ملابس الأطفال تبلغ نحو 33 مليون دولار بنسبة 10% من الواردات. ونحو 33 مليون دولار أخرى بنسبة 10 % واردات من البلوفر والمعاطف. وتعتبر الصين وتركيا وبنجلاديش والهند من أهم الدول الموردة لمنتجات الملابس الجاهزة للسوق المصرية .

الخلاصة أن مصر تعتمد على السوق الأمريكية بشكل رئيسى فى صادرات الملابس الجاهزة ويرجع ذلك إلى المزايا التى تقدمها اتفاقية الكويز، ورغم ذلك تواجه منافسة قوية من دول أمريكا الوسطى والمكسيك بهذه السوق بسبب ما تتمتع به هذ الدول من قرب المسافة الجغرافية للسوق الأمريكية وانخفاض متوسط تكلفة الإنتاج مقارنة بالمنتج المصري . ولتنشيط صادراتنا من منتجات الملابس الجاهزة لابد من تنويع أسواق التصدير والإتجاه لدراسة احتياجات أسواق الدول القريبة فى المحيط العربى والأفريقى مما يستلزم ترتيب البيت من الداخل بحيث تولى الدولة عناية أكبر لمصانع وشركات الملابس الجاهزة من خلال تسهيلات للمصدرين فى صورة خفض جمركى على الخامات ودعم أسعار الطاقة ، ومكافحة التهريب. كما يتعين على هذه المصانع الاهتمام بالجودة وصناعة الموضة والمرونة فى مواجهة تغيرات الطلب التى قد تؤثر فيه بعض الأحداث العالمية .

اقرأ أيضاً: تطور التكنولوجيا والاقتصاد

اقرأ أيضاً: البيانات الضخمة وواقعها في البلاد العربية

اقرأ أيضاً: التنمية المستدامة- الجزء الأول